عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

قصتى مع الاسلام ( إنسان3000 من شبكة اللادنين العرب)


بواسطة إنسان3000 » الجمعة إبريل 03, 2009 1:34 pm


كنت طول عمري معجب بالإسلام ومصدق له ومدافع عنه وأحياناً داعي له... وكنت طول عمري في حيرة من تصرفات البشر وطريقة إختيارهم لأديانهم...فالبشر أغلبهم لا يختارون أديانهم بل يولدون بها ويكبرون على تصديقها وحبها والدفاع عنها وبكل إخلاص!!...فلم أجد إنسان متدين بأي دين إلا وجدته مصدق بأن دينه هو الحق وسيجلب الخير له . فلا يوجد إنسان لا يريد الخير لنفسه!!...ووجدت أن كل تابع لدين يضحك على الأديان الأخرى ويستغرب من تصرفات تابعينها وعقولهم المصدقه بها، فالهندوس يتباركون بالبقر ونضحك عليهم والمسلمون يتباركون بحجر ويدورون على حجر وباقي الأديان تضحك علينا!!...وسألت نفسي هل أنا مخدوع بديني الإسلام مثل ما أهل الأديان الأخرى مخدوعين بأديانهم...فعلمت إنني حتى أكتشف ذلك يجب أن أعلم بأنه إذا كان الدين خدعة ولعب على العقول فلابد أن يكون خدعة ذكية جداً وإلا ما أنخدع الملايين من البشر بهذه الأديان...ولاحظت أن كل متبعين الأديان عاطفيين بتفكيرهم تجاه دينهم ، فعزمت على أن أبعد تأثير العاطفة عن عقلي بقدر المستطاع في بحثي عن حقيقة ديني...ولاحظت أن كل دين له رجاله الثقات وأصحاب الأخلاق العالية فعلمت أن الثقة والأخلاق ما هي إلا جزء من لعبت الأديان على العقول، لذلك عزمت على أن لا أثق بأحد وأتأكد من كل معلومة وأبحث عنها وأتحقق منها بنفسي... وقارنت الأديان الرئيسية ووجدت إنها تستخدم نفس الحيل التأثيرية مثل المعابد والصلاة والمقدسات والأصوات الحزينة والتخويف والترهيب وحث الناس وتشجيعهم على تصديق ما لا يراه العقل ، ورجال مقدسون ،وإستخدام حجة (خالق الكون يأمركم بطاعته وإلا سيعذبكم بعد الموت)... فتحديت هذا الخوف والعواطف وكل التأثيرات العقلية وجردت فكري ... وقرأت وبحثت في قصة محمد ، وإدعائه بأن خالق الكون كلمه ، وأدلته على ذلك فلم أجد ما يدل على إنه دين خالق بل واضح إنه دين وضعي ... وحتى قبيلة قريش وتاريخها كله يدل على إنهم تجار دين ... والقرآن أدلته الإعجازية بحثت بها فأكتشفت إنها علوم كانت معروفه بألف عام قبل الإسلام مثل علم الأجنة وغيرها التي أشبعونا بها كذباً رجال الدين ، فمايسميها المسلمون بالمعجزات العلمية هي في واقعها ليست بمعجزات حقيقية...وإنما تم إدخال هذه الفكرة بعقولنا منذ الصغر بأنها معجزات علمية...وقد كنت مثل كثير من المسلمين مخدوع بتلك المحاظرات التي يرددها الشيخ عبدالمجيد الزنداني وغيره مثل الدكتور زغلول النجار...ولم يخطر ببالي أن الكثير من هذه المزاعم باطله...فقد كنت أثق بهم ولا أدقق على هذه المعلومات...ولكن وصل إلى مسامعي بأن هذه المعجزات باطله وماهي إلا علوم قديمة وموجودة عند الإغريق والروم، وقد كان القريشيون معروفيين بقوافلهم التجارية التي تذهب إلى بلاد الروم وفارس واليمن وأفريقيا والتي تمكنهم من الإطلاع على هذه العلوم والتباهي بها عند العرب العزل بالجزيرة العربية ...فقد كانوا القريشيون يملكون علاقات طيبة مع قيصر وكسرى وهذه بلاد العلم...وبحثت بنفسي بهذا الموضوع للتأكد من وجود هذه العلوم قبل ظهور الإسلام ...وللأسف أن هذه العلوم كانت معروفة وبدون أي شك قبل الإسلام بمايقارب 1000 عام ...فمثلاً موضوع الأجنة التي نسمعها بإستمرار كانت معروفه وبوضوح بعلم التشريح الذي قام به أرسطو وكتابه المعروف (علم الحيوان) وهو مشهور بشرح طريقةخلق الإنسان و بمايسمى التعاقب الخلقي وفيه يذكر أرسطو ويشرح بوضوح كيف يتعاقب خلق الإنسان من نطفة وعلقة وغيرها من الوصف المشابه تماماً للقرآن...وحتى موضوع أن الشمس كانت مصدر للضوء وأن القمر عاكس للضوء كان علم معروف بنفس الفتره القديمة قبل الإسلام...والغريب إنني ذهبت إلى عدة مشايخ دين وكان أحدهم حاصل على الدكتوراه بالشريعة الإسلامية وقد أخبرته بمفاجأتي بأن هذه العلوم موجوده قبل الإسلام ببلد الروم التي يتردد عليها القريشيون فكيف يدعون شيوخ الدين بأن هذه معجزة علمية. ورد علي بانه معروف أن هذه العلوم كانت معروفة قبل الإسلام وان هؤلاء الشيوخ المدعين بأنها معجزة مخطئين، وأن الرسول محمد لم يقل أبداً بأن هذه معجزات!...>>>، فعلمت لماذا رجال الدين يكرهون الفلاسفة ولماذا يحاولون بقدر المستطاع أن يبعدون المسلمين عن قراءة علوم الفلاسفة وتاريخهم لأنها تكشف الكثير من خداع الدين الإسلامي ومزاعمه، فالأديان عدوها التاريخ البشري والمنطق... أما القرآن فهو مجرد أصوات عودونا على سماعها منذ طفولتنا لتأثر بعواطفنا ،وما وجدت فيه إلا كلام بشر ولم أجد أي إعجاز فيه...والتحدي الذي فيه مثل (وأتوا بسورة مثله) هو تحدي وهمي لأن هذا التحدي عام وغير دقيق ...فما هي مقاييس التحدي لهذه السور ...يعني مثلاً لنأخذ سورة صغيرة على سبيل المثال سورة الكوثر الذي تقول ( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وأنحر، إن شانئك هو الأبتر) ما هو الإعجاز بهذه الآية؟؟؟... أين التحدي ؟؟؟ ..هل مثلاً إذا قرأنا هذه الآية ستشرق الشمس بالليل أو تمطر السماء...فيقال لنا آتو بسورة تستطيع أن تجعل الشمس تشرق بالليل ، فيكون ذلك مقياسنا للتحدي الإعجازي.هنا ممكن أن نسمي هذا تحدي من خالق الكون...كذلك لم أجد أي تناسب بين كل الإدعاءات بين مايسمونه رجال الدين بمعجزة وبين مستوى الخالق ومخلوقاته...فبذرة أزرعها بالأرض وأشاهدها تنموا وتكبر أمام عيني وتصير شجرة كبيرة لهي أعظم عندي من كل ما جاء بالقرآن مليون مرة...وبين العقول البشرية كلها لن تجد واحد ينكر معجزة هذه البذرة التي نرميها بالقمامة ولا نكترث بها . 

كذلك أكتشفت أن الحجر الأسود ما هو إلا نيزك سقط من الفضاء ، فقبل الإسلام كانوا العرب بالجاهلية يعتقدون أن هناك آلهة تسكن فوق السماء الزرقاء وإذا سقط عليهم نيزك وهو مشتعل نتيجة الإحتكاك بالهواء أعتقدوا العرب قديماً بأنه حجر سقط عليهم من بيت الآلهة التي تعيش فوق السماء الزرقاء، فيتباركون به وبعضهم يبني معبد ويضعه به ويسمون المعبد بيت الله لأن فيه حجر من بيت الله ، وقد كان في الجزيرة العربية وقت ظهور الإسلام 11 كعبة. حتى أن أبرهة عندما ذهب ليهدم كعبة قريش لم يعلم أي كعبة هي فذهب بالخطأ لكعبة الطائف (وسمية بالطائف لأن العرب كانوا يطوفون بها) فقالوا له هذه ليست الكعبة التي تريدها، ودلو أبرهة على طريق كعبة القريشيين....ولو تسأل شيوخ الدين عن ما هو الحجر الأسود فإنهم يجيبونك بأنه (حجر سقط من السماء) ولو دققت معاهم وألحيت فسيخبرونك صراحتاً وهم مستحين بأنه نيزك!! وهذا ما هو مذكور بكتب التاريخ الإسلامية المعروفة!! ...ولاحظت أن المسيحييين واليهود لا يهتمون بالكعبة التي قام ببنائها إبراهيم وأمر الناس بالحج لها...فإذا كانت الديانات السماوية تعترف بإبراهيم لم لا يهتمون المسحيين واليهود بالكعبة ...ودرسة الموضوع ووجدت السبب إن الإسلام ما هو إلا مزج بين الدين القريشي والدين السماوي وكثير من الأدلة تشير بوضوح على ذلك...لذلك لا أحد يهتم بالكعبة غير المسلمين.

ذهبت لكثير من مشايخ الدين وحملة شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية لطلب الإستفسار ولكنهم كانوا يتخبطون بأجوبتهم الترقيعية وطلبوا مني التوقف عن التفكير بهذه المواضيع!! فعلمت إنهم ملفقون وليسوا على حق، فنحن نتكلم عن دين من خالق الكون ويجب أن تكون أمور دينه أوضح لنا من الشمس حتى تتناسب مع عظمة الخالق، وحجتي ضد الخالق هو عقلي الذي أعطانياه... وبعدها صاروا شيوخ الدين ورجاله يتجنبون الحديث معي (مع إنني كنت أستفسر منهم بأدب شديد)...

سألت العديد من المسلمين ( إذا ثبت لك أن الدين الإسلامي دين وضعي هل ستترك الإسلام ؟) لأعلم مدى مصداقيتهم في البحث عن الحقيقة...وتفاجأت بأنهم يجيبون هذا السؤال بارفض ترك دينهم حتى لو ثبت لهم ذلك!!!... وسألت نفس السؤال لبعض المسيحيين الأمريكيين وأجابوني كذلك بالرفض!!... وكانت حيرتي كبيره بالسابق لهذا الجواب الغير عقلاني...ولكن بعد أن بحثت وجدت أن السبب في ذلك هو أن أفكار الدين زرعت في عقولهم منذ الطفولة وبإستغلال الثقة وبدون أي خلفية منطقية لهذه الأفكار الدينية...وهذا من فن الأديان بسلب العقول..

لذلك وجدت إنه مهما تحاورت مع أي شخص متدين فأنه سيدافع بحماس عاطفي عن معتقداته الغير منطقية بتكرار ما يسمعه من رجال الدين، وإذا أستمريت بنقاشه وبينت له عدم منطقية حجج رجال الدين فسينزعج ويتألم ويرد عليك بإسلوب همجي قد يصل الغضب والسب وسيتجنبك بالمستقبل، والسبب في ذلك هو أنه لايريدك أن تأثر على إستقراره الفكري والنفسي الذي أنبنا على معتقدات دينه لهذا سيتجاهل جميع الحجج المنطقية مهما كانت واضحة له... فعلمت أن الدين دمر عقله إلى الأبد...

ولاحظت أن المتدينيين مسلوبين القدرة على القياس العقلي ومعرفة المعاني الحقيقية للكلمات والمصطلحات ، فعقول المتدينين لا تفكر بل تتصرف فقط لتكرر وتدافع عن المعلومات التي تم زراعتها بعقلها وبدون أن تفهم ما جاء فيها.

وسوف أضرب مثال يدل بوضوح على أن العقل المتدين يكرر معلوماته وبدون معرفة بمعانيها. ولنأخذ مثلاً موضوع (الأخلاق). فالعقل المتدين لايعلم المعنى الحقيقي للأخلاق . وهذا بسبب برمجة الدين لعقله. فالدين يمسح جميع المعاني الطبيعية للمصطلحات ويستبدلها بهويته . وسوف أوضح هذه النقطة أكثر. الدين يصف نفسه بأنه هو الأخلاق والجمال والعدل والحكمة..إلخ. ولذلك لن تجد أي شخص متدين يعرف المعنى الحقيقي لهذه المصطلحات . فالمتدين لايفقه المعاني الحقيقية للكثير من الكلمات...فإن سألته مثلاً (ماهو معنى الأخلاق؟) سيجيبك بأن ديني هو الأخلاق وبجهل تام منه عن مفهوم المعنى الحقيقي للأخلاق...وهكذا. 

ومثال آخر ...الدين الإسلامي يدعي بأنه رحيم وعادل بين الناس و مساوي بحقوقهم وعدم وجود طبـقـية بالإسلام . ولكن بنفس الوقت الإسلام يسمح بالعبودية البشرية..أليس في هذا تناقض كبير ...العبودية هي أكبر دليل على وجود طبيقية بالإسلام وأبعد ماتكون عن الرحمة ، ففي العبوديه يباع ويشترى البشر ويستملكون كما تستملك الأنعام ...ولكن العقل المتدين لا يرى الطبقية بالإسلام لأنه مسلوب التفكير والتحليل العقلي..ولايملك مقياس لمعنى الرحمة والمساواة بين البشر .

كذلك لاحظت بتسلسل حكام المسلمين كيف أستغل القريشيين فكرة الدين الإسلامي الوضعي لحكم البشر منذ نشأة الإسلام إلى هذا اليوم: 

- محمد قريشي 
- أبوبكر قريشي 
- عمر بن الخطاب قريشي 
- عثمان بن عفان قريشي 
- علي بن أبي طالب قريشي 
- الحسين بن علي قريشي وقد قتله جيش قائده قريشي و بأمر من حاكم الدوله الأموية معاوية بن سفيان قريشي 
- عبدالملك بن مروان القريشي (حاكم الدولة الأموية) 

- عبدالله بن الزبير قريشي وقد قتله الحجاج بن يوسف بأمر من حاكم الدولة الأموية عبدالملك بن مروان القريشي.... وأرجوكم أنتبهوا 
لقصة قتل عبدالله بن الزبير القريشي 

كان عبدالله بن الزبير القريشي موجود بالكعبة وبوقت الحج وجاءه الحجاج من العراق بجيش ومنجنيق بهدف قتل عبدالله بن الزبير 
القريشي وبأمر مباشر من حاكمه عبدالملك بن مروان القريشي (حاكم الدوله الأموية) ...وقد قذف الحجاج الكعبة بالمنجنيق وهدمها على 
رأس عبدااله بن الزبير القريشي وقتله وعلقه الحجاج على باب الكعبة المهدومة. 

وتفكرت ...لقد هدم حاكم الدوله الأموية وهو قريشي الكعبة على رأس عبدالله بن الزبير القريشي وقتله وفي الحج!!....وهذه الحادثة بعد موت محمد القريشي 61 سنة فقط!!! ... 

قريشي يهدم الكعبة بوقت الحج على رأس قريشي آخر كان محتمي داخلها ويعلقه على باب الكعبة المهدومة ولمدة ثلاثة أيام !!! والسبب لأن القريشيين كانو يتنازعون على الحكم ...فالقريشيين يعلمون أن الكعبة مجرد حجر ولا رب لها . وهدمهم للكعبة وبوقت الحج من أجل الحكم يدل بوضوح صارخ أن الدين الإسلامي وضعي وهدفه حكم القريشيين . فقد سيطر القريشيين على عقولنا بإسم وهمي لخالق الكون وحكموا طوال هذه السنيين بدمائنا وبوعود كاذبة أوهمونا بأننا سنلقاها بعد الموت...ودعوني أكمل لكم مسيرة حكم القريشيين للبشر.. 

- الدولة الأموية حكمها القريشيين 
- أسبانيا (الأندلس )حكمها القريشيين لمدة أمتدت أكثر من 700 عام! 
- الدولة العباسية حكمها القريشيين وأستمرت حتى تقريباً 1200 ميلادي 
- الفاطميين (مصر) حكامها يدعون إنهم قريشيين 
- فارس حكمها قريشيين 
- إيران الآن يحكمها القريشيين 
- الشريف حكم الحجاز قريشي 
- حاكم الأردن قريشيين 
- حكام المغرب قريشيين 
- الجيوش التي ذهبت لما يسمى بالفتوحات الإسلامية كلها تحت قادة قريشيين . وحكموا هؤلاء القادة القريشيين الدول التي فتحوها. 

ولا حظت أن المذاهب الإسلامية أوجدها الحكام ليبرروا حكمهم ويدافعوا عنه .فمثلاً المذهب الشيعي يطالب دائماً بأن يكون الحكم لآل البيت (قريشيين) ولذلك نجد أن إذا جاء حاكم غير قريشي فإنه يقظي على المذهب الشيعي إذا تواجد في البلد الذي يحكمه لأن المذهب الشيعي لا يوافق إلا لحكم قريشي من آل البيت..والمذهب السني أوجده الحكام الغير قريشيين ليتمكنوا من الحكم . والمسلمين السنة يعتقدون أن الحاكم الغير قريشي أزال المذهب الشيعي في دولته لأنه يبحث عن الإسلام الصحيح!!!وهم لا يعلمون أن الحكم هو السبب الحقيقي لذلك....فمصر مثلاً تجدها يوما شيعية لأن حاكمها قريشي ( الفاطميين ) ويوماً آخر يتغير حاكمها إلى غير قريشي ( الأيوبيين ) فيزيل المذهب الشيعي عن مصر ويستبدله بالمذهب السني الذي يسمح له بالحكم. 

لذلك نجد السعودية لا تقبل بالمذهب الشيعي لأنه يطالب بالحكم للقريشيين فقط وهذا تهدييد واضح لحكم آل سعود الغير قريشيين. 

سألت نفسي لماذا يريد خالق الكون أن يعذبنا إذا لم نطيع القريشيين ؟؟ ما هو سر إعجاب خالق الكون بالقريشيين؟...لماذا يردد على مسامعنا دائماً بأن القريشيين أشراف!! ..وهل نحن غير أشراف ؟... بحثت في التاريخ القريشي ونسبهم ووجدت إنهم مجرد تجمع قبلي صغير جاء من الشام !! لذلك أشباههم تشبه أهل الشام وتختلف عن أشباه عرب الجزيرة ...وأصل القريشيين غامض وغير معروف ولا نعلم إلا فقط عن جد محمد (قصي) والذي أنشأ التجمع القبلي الصغير وسماه قريش وبعدها أخذ الكعبة بقوة السيف من أهلها السابقين اليمنيين الأصل خزاعة ...وكل ما وجدته بتاريخ القريشيين يشير إلى إنهم دهات وأذكياء !!...بل المصيبة الأكبر إن تاريخهم يشير بوضوح صارخ إلى أن القريشيين ماهم إلا تجار دين . ووجدت أن القريشيين كانوا قبل الإسلام يمارسون رذائل الجاهليه كلها ولا أعلم بماذا يتشرفون به عن بقية البشر ؟؟...فلم أجد أي سبب يمجد نسب القريشيين ويجعلهم بمكانه إلاهية مميزة ...

بحثت بأكثر الأديان الرئيسية وما وجدت إلا أن الأديان خدعة للتحكم بعقول البشر والتحكم بتصرفاتهم...وكل من جاء بدين أستقله ليحكم البشر به!!!...وهذه الخدعة كانت الأقلية من البشر تتناقل فنونها بين الأمم لتستخدمها بالسيطرة على عقول البشر ...والآن بعد أن تطورت الإتصالات وتسهلت عملية الحصول على المعلومات والتحقق من مصداقيتها ومقارنتها ...بدأ الإنسان بإكتشاف هذه الحيل الدينية وأكاذيب مزاعمها بسهولة . 


والآن أنا و الكثير من المسلمين الذين أعرفهم من أصدقائي وأهلي المتدينيين تركوا الإسلام لغير رجعة وصاروا يحذرون أولادهم من حيل الأديان ويثقفوهم ويحصنونهم بسرعة حتي لا تكون عقولهم كالوعاء الفارغ يستغله رجال الدين ليبرمجوهم بأفكاره ويجعلوا منهم تابعين وخدم لحكام دينهم...


وشكراً

قصتى مع الاسلام ( شيخ الازهر محمد محمد الفحام)


القصة الحقيقية لاعتناق شيخ الازهر الفحام للمسيحية



بقلم : الاب يوتا 


كنت قد وعدت ابنائي القراء في مقال سابق بنشر القصة الحقيقية لاعتناق شيخ الازهر محمد محمد الفحام
 (عبد المسيح الفحام بعد ذلك)
 للمسيحية وبسبب اكاذيب مشايخ المسلمين وحملتهم الشيطانية علي المسيحية وعلي الكنيسة وعلي الكهنة وادعاءاتهم الكاذبة عن التنصير وترويج اشاعات عن استخدام المال في التنصير
 (وفي الحقيقية هم الذين يدفعون اموالآ تحت مسمي المؤلفة قلوبهم لمن يرتد عن المسيحية او استخدام الجنس فيما اسميته الاسلمة الجنسية) 


لذلك كان لابد ان نقدم لمروجي الاشاعات والاكاذيب احد الامثلة الحية التي اعتنقت المسيحية عن اقتناع تام
(ولا يمكن ان يكون في حاجة الي اموال او اي شيئ او ان يكون تم عمل مسح مخ كما يدعون له الا وهو شيخ الازهر الفحام)
 وفي لمحة سريعة عن حياة الفحام المؤثقة حتي لا يدعي احدآ اننا لا نكتب الحقيقية فأن شيخ الازهر ولد في مدينة الاسكندرية سنه 1894 ودرس في المعهد الديني بالاسكندرية ونبغ في العلوم الشرعية والدينية ثم درس بالقسم العالي ونال شهادة العالمية النظامية بتفوق في الجامع الازهر سنه 1922 وعمل مدرسآ في المعهد الديني بالاسكندرية سنه 1926 ثم عين مدرسآ في كلية الشريعة سنه 1935 وسافر الي فرنسا ونال الدكتوراه من جامعة السوربون سنه 1946 وتم تعينه بعد عودته مدرسآ بكلية الشريعة وعين بعد ذلك عميدآ لكلية اللغة العربية سنه 1959 وتم تعيينه شيخآ للازهر سنه 1969 خلفآ للشيخ حسن المأمون
 ( وتم اعفاء الشيخ الفحام سنه 1973 )
 وخلفه الشيخ عبد الحليم محمود وقد توفي
 ( تنيح الشيخ عبد المسيح الفحام سنه 1980 )

ونبدأ القصة من اولها حيث ان المصريين جميعآ كانوا في حالة انكسار ويأس وهزيمة نفسية بسبب هزيمة عام سنه 1967 وكانت هناك اصوات من بعض المتعصبين المسلمين تدعي ان سبب الهزيمة هو البعد عن المنهج الاسلامي وعن الحكم بشرع الله وبسبب الارتماء في حضن الملحدين الشيوعين السوفيت وحاول بعض المسئولين اللعب علي وتر العاطفه الدينية للمسلمين وطالب بعضهم بالعودة الي الاسلام كنظام للحكم ؟؟؟
ولكن فجأة حصل الزلزال الروحي الذي زلزل العالم كله بصفةعامة ومصر بصفة خاصة
(حيث ظهرت السيدة العذراء في كنيسة الزيتون في 2 ابريل سنه 1968)
 مما جعل الاضطراب الذي هز عقول المسلمين يزداد واصبحوا كالتائهين لا يعرفون من امرهم شيئآ فبعد ان كانوا يعتقدون انهم يجب عليهم العودة الي النظام الاسلامي حتي يتقوا غضب الله الذي سبب الهزيمة لهم حسب اعتقادهم
(ومما يؤكد ذلك ان الشيخ الشعراوي صلي ركعتين شكر لله علي الهزيمة)؟؟؟
 منتهي الوطنية طبعآ!!! حتي يعودوا الي حكم الله وشرعه فوجئوا بأن الله يرسل لشعب مصر رسالة اخري تختلف كليآ عما يعتقدون وهي ان السيدة العذراء تظهر في كنيستها في الزيتون وبدأت التساؤلات لدي المسلمين هل لو كانت الديانة المسيحية كفر وشرك لا فرق بينها وبين الالحاد كما علمتهم مصادر الاسلام هل كان من الممكن تظهر السيدة العذراء فوق قباب الكنيسة ؟


ومن هول الصدمة لم يكونوا يريدون ان يصدقون ما تراه اعينهم وما سجلته الكاميرات ووكالات الانباء العالمية والصحف المختلفة. وكانت الصدمة قوية خاصة لبعض المسئولين المتعصبين
 (ومنهم حسين الشافعي نائب رئيس الجمهوريه)
 حتي انه اقنع جمال عبد الناصر ان هناك (ملعوب يقوم به النصاري) وذهب جمال عبد الناصر بنفسه وتم قطع جميع مصادر الكهرباء عن المنطقة بالكامل ورأي عبد الناصر العذراء بنفسه ومعه حسين الشافعي الذي حاول اقناع عبد الناصر بأن تقوم الدولة باصدار بيان يكذبون ظهور العذراء ولكن عبد الناصر رفض هذا الطلب

(هذه المعلومه كان قد حكاها احد الكهنة المقربين جدآ من قداسة البابا المتنيح الانبا كيرلس)

وكان جمال عبد الناصر علي علاقة جيدة جدآ بقداسة البابا كيرلس السادس وطلب من قداسة البابا جعل موضوع ظهور العذراء في اضيق نطاق بقدر الامكان خوفآ من حدوث توتر في العلاقة بين الاقباط والمسلمين وخاصة في وجود شخصيات تحاول استغلال عواطف المسلمين وشحنها (وكان يقصد حسين الشافعي وحكي للبابا انه رفض طلب حسين الشافعي بل انه اصدر قرارآ بتحويل الجراج المقابل لكنيسة العذراء الي كنيسة اخري

وكانت هناك اتصالات محمومة لبعض السياسين والمسئولين الذين ينتمون الي تيار حسين الشافعي برجال الدين الاسلامي للعمل علي تكذيب ظهور العذراء وشن حملة مضادة للتشكيك في المسيحية بوجه عام وقد وجد حسين الشافعي ضالته في (الشيخ الفحام) الذي من تلقاء نفسه اصر علي ان يذهب ليري بنفسه (الخدعة التي يقوم بها الاقباط حسب ما قيل له من بعض المسئولين المسلمين) ولم يكن وقتها معروفآ حيث لم يكن تولي منصب شيخ الازهر وذهب ورأي العذراء ولكنه اقنع نفسه بانها وساوس من الشيطان فذهب عدة مرات وفي كل مرة كان يرأي العذراء وفي النهاية استسلم للامر الواقع (لكنه رفض في داخله ان يكون ظهور العذراء في الكنيسة دليل علي صحة اعتقاد المسيحين وخطا عقيدة المسلمين) هذه القصة حكاها بنفسه لاحد الكهنة الذي كان وصلة الهمز بينه وبين القيادات الكنسية عندما اعلن الفحام عن رغبته في اعتناق المسيحية ...

وإستمر الفحام في عمله كعميد لكلية اللغة العربية وبدأ يقرأ الكتاب المقدس علي انه كتاب موحي به من الله ولكنه وجد صعوبة كبيرة في تصديق حرف واحد منه فما كان منه الا ان طلب من الاسقف الانبا بيمن المتنيح توضيح الايمان المسيحي بطريقه بسيطة سهله وكان هذا الكاهن واستمرت لقاءاته مع الفحام عدة شهور اثمرت عن فهم جيد للعقيدة المسيحية من الشيخ الفحام الذي فؤجي بصدور قرار جمهوري بتعينه شيخآ للازهر وتوقفت لقاءاته مع الاسقف الانبا بيمن المتنيح نظرآ لان الاعين كانت عليه في منصبه الجديد 


ولكن بعد مرور عدة شهور قابل هذا الاسقف الانبا بيمن المتنيح وطلب منه توصيل رسالة الي قداسة البابا عن رغبة شيخ الازهر في مقابلته وتمت المقابلة في وجوده وفوجئ قداسة البابا بطلب شيخ الازهر بأن يعتنق المسيحية
 ولم يكن قداسة البابا علي علم بمقابلات الانبا بيمن المتنيح مع شيخ الازهر مما جعل الامر مفاجئآ لقداسته وقام الاسقف بشرح الامر لقداسة البابا لكن قداسة البابا اعتذر لشيخ الازهر عن مجرد الحديث في هذا الموضوع وطلب منه النظر في خطورة هذا الامر علي امن مصر القومي واكد له ان طلبه هذا ليس في صالح الكنيسة ويسبب خطرآ عظيمآ علي الاقباط ولا يمكن ان يوافق عليه
 (لكن شيخ الازهر بادره بالقول انه مستعد للموت ولا يخشي علي حياته لكن قداسة البابا قال له انني اخشي علي حياة ابنائي الاقباط)
 ومع اصرار شيخ الازهر الذي خاطب قداسة البابا بقوله اذا لم تقم بتعميدي فأنني سأذهب الي الخارج واعقد مؤتمر صحفي اعلن فيه انني مسيحي
 وساعتها سيكون الخطر حقيقي لكن يمكن ان اتعمد واتعهد ان لا يعرف احدآ ولم يقتنع قداسة البابا ولكن بعد تاكيد شيخ الازهر ان الامر سيكون في منتهي السرية طلب من الاب الكاهن ان يتولي تعميده في سريه تامة علي ان يستمر شيخ الازهر في موقعه وان يطلب اعفائه من هذا المنصب في الوقت المناسب ويسافر للخارج بعد ذلك حتي لا يكتشف احد الامر .... 

ملحوظه هامة وصلت تقارير للسادات ان شيخ الازهر الفحام منذ تعيينه وهو لايبدي الاهتمام الواجب لهذا المنصب كما انه ليست له حماسة للاسلام كسابق عهده وانه مصاب باللامبلاه نحو قضايا الاسلام والامة العربية وهذا ادخل الشك في قلب السادات مما جعله يضعه تحت المجهر والمراقبة ووصلت تقارير ايضآ انه احيانآ كثيرة عندما كان يحين وقت الصلاة كان لا يترك مكتبة ويقول انه سيصلي مكانه (علي كرسيه) بسبب انه مريض مما جعل السادات يراجعه في هذه التقارير ويواجهه مما جعل شيخ الازهر يجد فرصته الذهبية ليطلب من السادات اعفاءه من المنصب بدعوي انه مريض
 (لقد حكي هذه القصه الاسقف الانبا بيمن الذي قام بتعميده وسمعها من شيخ الازهر)

وبعد ذلك سافر الي فرنسا وكانت ابنته مريضة بالسرطان في احدي مستشفيات فرنسا وحدثت معها معجزة وشفيت هذه الابنه وبعد ذلك عاش عدة سنوات حتي تنيح سنه 1980 وهكذا انتهت حياة الشيخ محمد محمد الفحام شيخ الازهر الذي اصبح اسمه في المعمودية (عبد المسيح الفحام) 

محلوظه حتي لا يلتبس الامر علي احد من القراء عليه ان يدقق جيدآ في المقال ونعلن ان هذا الامر حدث في عهد قداسة البابا كيرلس السادس وقبل نياحته مباشرة لذا لزم التنويه... 

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

قصتى مع الاسلام ( سلطان محمد بولس )


سلطان محمد بولس

مقدمة
مضى مدى من الزمن منذ جهز بادري سلطان محمد بولس قصة حياته بناء على رغبة أصدقائه, وجعل عنوانها لماذا صرت مسيحيا؟
 وقد كتب هذا الكتاب أول الأمر في اللغة الأردية, ونشرت الترجمة الأولى له سنة 1927 في لاهور. ثم ترجم إلى لغة التاميل, والمالايالام.
ولقد سعدت كثيرا بلقاء بادري سلطان محمد بولس منذ أربع وثلاثين سنة, في الله أباد عندما كان يباحث علماء المسلمين. وكانت أخلاقياته المسيحية ومعرفته العميقة ذات تأثير عظيم على نفسي. وكان في ذلك الوقت يعمل أستاذا للغة العربية في إحدى جامعات لاهور.
يعاني الإنسان المعاصر من مرض روحي, هو فخره الكاذب بعائلته ومجتمعه وأمته. ويتفشى هذا المرض في كل طبقات المجتمع, لأنه مرض التركيز على الذات, الذي نسميه في اللغة الدينية الفساد المطلق للطبيعة البشرية. وهو فساد تكمن جذوره في القلب البشري, فيعطل خدمة الإنسان لمجتمعه. على أن هذا المرض يظهر أكثر ما يكون في ثورة الإنسان ضد ما هو مقدس, وضد الله الحي. لقد دمرت آثار الخطية قلب البشر. ومع أن الناس يحسون بخطاياهم, إلا أنهم يستمتعون بالخطية ويمارسونها بسرور. ولقد كان إحساس بادري سلطان محمد بولس بالخطية كبيرا , فأراد أن يتحرر منها, فأنعم الله عليه بما طلب. ويتحاشى كثيرون من البشر النظر لمشكلة الخطيئة في حياتهم, فلا يفتشون على طريق الخلاص منها. ويحاولون بنفاقهم أن يغطوا حالة قلوبهم السيئة, رغم أنهم يعلمون أن لا شيء في قلب الإنسان يختفي عن عين الله التي ترى كل شيء. فإلى من يطلب تحريرا لنفسه من خطاياه, نقدم قصة حياة سلطان بولس ونرجو أن تكون سبب بركة لمطالعيها, ومصدر هدى وإرشاد لهم, يقودهم إلى الله الحي. الناشرون

لماذا صرت مسيحيا ؟

حياتي الأولى ودراساتي بلدي الأصلي أفغانستان. وكان والدي رحمه الله يقيم في عاصمة لوجار التي تبعد 75 كيلومترا من مدينة كابول. وكان والدي باياندا خان يشغل وظيفة لواء في الجيش الأفغاني, وكان معروفا في بلدنا باسم اللواء بهادر خان وكان متزوجا من زوجتين, أولاهما من قريباته, ولدت له ثلاث بنات ولم تلد له ولدا. لذلك تزوج ابنة السيد محمد أقا من أكثر العائلات النبيلة والمشهورة في أفغانستان لينجب ابنا ذكرا. وكنت أنا وشقيقي تاج محمد خان ثمرة هذا الزواج. ولقد ولدت سنة 1881. وبعد وصول الأمير عبد الرحمن خان من روسيا ليتولى عرش كابول, ألقى القبض على ستة رجال من قادة بلادنا وأرسلهم إلى جهة غير معروفة, ثم قتلهم بعد ذلك. وكان والدي أحد هؤلاء الستة. فكانت تلك كارثة حلت بنا, سرعان ما تبعتها كارثة أخرى, فقد ألقي القبض على اثنين من أخوالي سجنا في كابول, ثم استبعدا إلى الهند. وبعد ذلك سمح الأمير لخالي الثالث أن يترك البلاد مع أمه وخدمه ليسافروا إلى الهند. بينما بقيت بقية العائلة في كابول.
وعندما وصلوا إلى الهند استقروا في حسن عبدل. وواجهت بقية العائلة في كابول مصاعب سياسية, فانتقلت كلها لتقيم في حسن عبدل. وهناك ماتت أمي. بعد ذلك تم الصلح بين عائلتي والأمير عبد الرحمن خان, فرجعنا كلنا إلى بلدنا الأصلي.
سافرت بعد ذلك إلى دلهي ودخلت مدرسة إسلامية لأتقن اللغة العربية, وكان رئيس المدرسة مولانا عبد الجليل, وهو باتهاني (أفغاني مقيم بالهند), والثاني كان مولانا فاتح محمد خان من قندهار. وبمساعدة هذين السيدين الكريمين أكملت دراسة علم الكلام, ثم أقبلت على دراسة الأحاديث والتفاسير. وكنت أثناء النهار أدرس مع زملائي, وفي الأمسيات أتلقى دراسات خاصة على يدي السيد عبد الجليل. وبفضل من الله امتلكت ناصية العلوم التي كنت أود أن أدرسها.

المواجهة الأولى مع المسيحيين

وذات يوم في طريق عودتي مع بعض أصدقائي من نزهة, مررت بجماعة كبيرة من الناس مجتمعة على مقربة من مدرستنا. وعندما اقتربت منهم سمعت حوارا يدور عن عقيدة التثليث بين واعظ مسيحي وبعض تلاميذ مدرستنا. وكان الواعظ يحاول أن يبرهن عقيدته في الثالوث من قول القرآن ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (ق 16). فقال: إن كلمة نحن بصيغة الجمع تدل على أن وحدانية الله وحدانية مركبة, لا وحدانية بسيطة. ولو كانت وحدانية الله بسيطة لقال أنا. ولم يقدر تلاميذ مدرستنا أن يجاوبوه. فطلب أصدقائي مني أن أرد , فتدخلت وقلت: إن كلمة نحن بصيغة الجمع تدل على الجلال والعظمة. وكانت تلك أو ل فرصة لي ألتقي فيها مع مسيحي في دائرة الجدال والمناظرة. وو لدت داخلي في ذلك اليوم رغبة في مجادلة المسيحيين. وبدأت أجمع الكتب التي تهاجم المسيحية, ودرستها بدقة, ثم أخذت أذهب في أيام معينة إلى مكان الحوار لمناقشة الوعاظ المسيحيين. وذات يوم أعطاني أحد الوعاظ عنوانه وطلب مني أن أزوره في بيته مع أي عدد من أصدقائي, فاصطحبت ثلاثة منهم وذهبت إلى بيته, فكان صدوقا ولطيفا. وأثناء احتسائنا الشاي دارت بيننا مناقشة جذابة حول الدين. فسألني: هل قرأت الكتاب المقدس? فجاوبته: لماذا أقرأ كتابا تحرف, ولا زلتم تغيرون فيه كل سنة? فظهرت على وجه القسيس علامات أسى وقال بابتسامة باهتة: هل تظن أن كل المسيحيين خونة? هل تظن أن مخافة الله ناقصة عندنا حتى أننا نخدع العالم بتغيير كتابنا المقدس? إن المسلمين وهم يتهمون المسيحيين بتحريف كتابهم إنما يتهمونهم بعدم الأمانة والخداع, وهذه اتهامات شنيعة! إن المسيحيين يؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله, كما يؤمن المسلمون بالقرآن. فإن لم يكن هناك مسلم يغير كتابه بسبب حبه له, فهل تظن أن المسيحيين يغيرون الكتاب الذي أعطاه لهم الله كلي الحكمة? ولو افترضنا أن مسلما مخادعا جرؤ على أن يغير آية من القرآن. ألا تظن أن سائر المسلمين يلومونه ويفضحون فعلته الشنيعة? هذا ما سيفعله بقية المسيحيين الذين يحبون كتابهم من كل قلبهم لو أن أحدا تجرأ أن يجري فيه تغييرا. وأؤكد لك أن كل مسيحي يحب كتابه سيهب للدفاع عنه وفضح الذي يريد أن يغيره. ومن هذا ترى أن اتهام المسلمين للمسيحيين بأنهم غيروا كتابهم اتهام لا يقوم على دليل. وأعتقد أن المسلمين الذين يتهموننا بتغيير كتابنا المقدس يجهلون كتابنا كما يجهلون إيماننا وعقائدنا. ثم قدم لي القسيس نسختين من الكتاب المقدس, إحداهما باللغة الفارسية والأخرى باللغة العربية, وطلب مني أن أقرأهما. فشكرناه وخرجنا من بيته. ولم أ عر ما قاله القسيس التفاتا , ولا فتحت أيا من الكتابين اللذين أعطاهما لي, فقد كانت كل رغبتي قراءة أجزاء معينة فقط من الكتاب المقدس بهدف اكتشاف الأخطاء التي أشار إليها أصحاب الكتب التي تهاجم الكتاب المقدس. ولم أجد عندي حاجة لأقرأه كله, وصرفت مدة إقامتي في دلهي أجادل المسيحيين وأهاجمهم.

دراسات أعمق

واستقر عزمي على أن أسافر إلى بومباي, حيث كان لي حظ مقابلة مولانا هدايت الله. وكان محترما في كل المنطقة كرجل متفقه في علوم الدين بدرجة عظيمة. وكان أصلا من كابول ويعرف عائلتي. وعندما عرفني وعد أن يقدم لي كل معونة ممكنة, ونصحني أن أدرس الأدب, وسمح لي أن استخدم مكتبته العظيمة, فبدأت أدرس تحت إرشاده. وكان قد تعلم في القسطنطينية والقاهرة والجزيرة العربية, وكان عظيم المعرفة وأعطاني دروسا في الفارسية. وجاء في ذلك الوقت أستاذ عظيم وعالم جليل في
الفلسفة والمنطق من مصر, هو مولانا عبد الأحد, وهو أصلا من منطقة جلال أباد في أفغانستان. والتحقت بالمدرسة التي يدرس فيها, وتلقيت العلم على يديه. ولقد عاملني كابن له, وأعطاني غرفة قريبة من غرفته لأكون قريبا منه, فأحصل على نصائحه وتعاليمه في أي وقت أشاء.

مزيد من الجدل مع المسيحيين

ذات يوم كنت أتمشى مع بعض أصدقائي الطلاب عندما وجدت بعض الوعاظ المسيحيين يخاطبون الناس, فتذكرت ما حدث معي في دلهي, واتجهت بعزم نحوهم فشد ني أحد زملائي وقال لي: لا تلق انتباها لمثل هؤلاء الناس, ولا تضيع الوقت وأنت تجادلهم. إنهم يجهلون البحث ولا يعرفون أصول المناظرة. إن كل ما يدفعهم إلى عملهم هو الأجر الذي يتقاضونه. فلا فائدة من الحوار معهم. فأجبته: أعرف أن هؤلاء الناس قد لا يعرفون أسلوب الجدل, لكنهم يعرفون كيف يضللون الناس. ومن واجبنا نحن المسلمين الصادقين أن ننقذ إخوتنا المسلمين البسطاء من مكرهم وخداعهم. واتجهت فورا نحوهم, وأثرت مجموعة نقاط هجوما على المسيحية, فأجابوني بكثير من التوضيح. واضطررنا أن نوقف الجدل بسبب ضيق الوقت. وانتشر خبر حواري مع القسيس بين طلبة المدرسة, فامتلأوا بالغيرة والحماسة, وأقبلوا على الجدال. فكنا نذهب مرتين أسبوعيا لنجادل المسيحيين. وقال لنا أحد القسوس إن المكان الذي نلتقي فيه للحوار بعيد علينا, واقترح أن يستأجر غرفة قريبة من المدرسة تكون مكان لقاء وحوار يستمر. فقبلت هذا العرض, وكنا نلتقي معه في تلك الغرفة في أوقات يحددها من قبل. ولما وجدت أن زملائي التلاميذ لا يعرفون الديانة المسيحية, وغير مختبرين في فن الحوار, نصحني مولانا عباس خان صاحب أن أستأجر بيتا نتحاور فيه, ففعلت ذلك, وكونت جماعة ندوة المتكلمين وكان هدفنا أن ندرب الدعاة الإسلاميين ليحاوروا المسيحيين ويخرسوهم. ولما وجد أستاذي أن كل اهتمامي موجه للجدال والمناظرة, جاء إلى غرفتي بعد صلاة المغرب فوجدني أقرأ الإنجيل. فقال بغضب: أخشى أن تصبح مسيحيا. فضايقني تعليقه, ولم أشأ أن أسيء إليه, ولكني وجدت نفسي أقول له: هل يمكن أن شخصا مثلي يجادل المسيحيين كل هذا الجدل يصبح مسيحيا ? وهل قراءة الإنجيل تصير الإنسان مسيحيا ? إنني أدرسه لأدمر المسيحية من أساسها, وليس لأصير أنا مسيحيا. كنت أظنك تشجعني على أن أجد الأخطاء في هذا الكتاب. فقال: إنني أقول لك هذا لأنني سمعت أن الذي يقرأ الإنجيل يصبح مسيحيا. ألم تسمع الكلمة الحكيمة من شاعرنا الذي قال: الذي يقرأ الإنجيل يتحول قلبه عن الإسلام? فقلت له: هذه معلومة خاطئة. ولما لم أقبل نصحه تركني ومضى.

الحج إلى مكة

استمر جدلي مع المسيحيين عدة سنوات, ثم خطر لي خاطر ألح علي: أن أحج إلى مكة. فجهزت نفسيوسافرت إلى هناك. ومن مكة كتبت رسائل إلى مولانا حسام الدين محرر مجلة كشف الحقائق. وفي يوم الحج لبست ملابس الأحرام وسرت نحو عرفات. وفي ذلك اليوم رأيت منظرا رائعا. رأيت الفقراء والأغنياء, العال والدون, جميعا يلبسون الزي الأبيض نفسه, وكأن موتى القبور قد بعثوا من قبورهم ليقدموا حسابا عن عملهم. وسالت الدموع من عيني. ولكن طرأ خاطر قوي على فكري: لو أن الإسلام لم يكن الدين الصحيح, فماذا تكون حالتي في اليوم الآخر? فدعوت الله: اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه, وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه. يا مثبت القلوب ثبت قلبي على الإسلام إن كان حقا وصدقا , ولا تزل قدمي بعد ثبوتها. وإن كان باطلا فاصرفني عنه. إلهي هذا قلبي بين يديك خالصا لوجهك الكريم, فوفقه لما تحبه وترضاه. إنك نعم المولى ونعم المجيب.
وبعد زيارة قصيرة للمدينة رجعت إلى بومباي. وأثناء غيابي توقفت ندوة المتكلمين. فأسست جماعة أخرى اختاروني رئيسا لها, كما اختاروا عبد الرؤوف ليكون سكرتيرا فكنا نجتمع قريبا من منزله. ورتبنا أن ندعو أسبوعيا شخصا غير مسلم ليخاطبنا ثم يجاوب واحد منا على ما أثاره الضيف المسيحي. واعتاد رجل الدين المسيحي مونشي منصور مسيح أن يجئ إلينا بانتظام.

موضوع أساسي

وذات يوم كل منا مونشي منصور مسيح عن " أن الإسلام لا يقدم طريقا للخلاص ". وطلب أعضاء جمعيتنا مني أن أرد عليه, فحاولت بكل طاقتي أن أبرهن أن في الإسلام طريقا أكيدا للخلاص. وفرح الحاضرون بكلامي, ولكنني علمت في أعماقي أن ما قلته ليس مقنعا. وأثناء حديثي كنت أحس أن ما أقوله ضعيف بالرغم من أن صوتي كان أعلى من صوت مناظري! غير أن صوت مناظري الرقيق كان يرن كالرعد في أعماق نفسي بقوة غير عادية. وانتهت المناقشة في الحادية عشرة قبل منتصف الليل. فعدت إلى بيتي أفكر فيما قاله مونشي منصور مسيح. وكلما فكرت أدركت أن خلاص النفس من براثن الخطية هو أهم هدف لأي دين, بل هو الأساس الحقيقي للدين. وبدونه لا يكون الدين دينا قي ما. ولقد تذكرت أن كل الأديان تعلم أن الإنسان ظلوم كفار, جاحد, نفسه أمارة بالسوء. ولن تجد إنسانا يعيش حياة طاهرة دون أن تلطخها الخطية, فالخطية هي الطبيعة الثانية للإنسان حتى أننا نقول: إن الخطأ شيمة البشر. والسؤال الأساسي هو: كيف ننجو من عقوبة خطايانا? كيف نجد خلاص نفوسنا? ماذا يقول الإسلام لنا? وما هي رسالة المسيحية في هذا الموضوع?
ولقد وجدت أن واجبي الأول هو دراسة وبحث هذا الموضوع الهام بكل أمانة وبغير تحيز. فإذا وجدت أن الخلاص في الإسلام شكرت الله على ذلك, وكم ستكون حالتي سعيدة! وإن لم أجد الخلاص في الإسلام, فعلي أن أفتش على خطة الله للخلاص الذي يمكن أن يشبع قلبي. وعندما وصلت إلى هذا القرار ركعت على ركبتي في دعاء إلى الله وأنا أبكي قائلا : لن أقرأ الكتاب المقدس كما سبق لي أن قرأته, لكنني سأقرأه كخاطيء عاجز, يحاول أن يجد طريق الخلاص.

رغبتي في الخلاص

منذ ذلك اليوم تبدل موقفي وصرت باحثا مخلصا وراء الحق, فبدأت أدرس الكتاب المقدس والقرآن دراسة مقارنة. ولأرضي ضميري أخذت نسخة من كتاب الأفستا من صديق فارسي, كما اشتريت نسخة من ساتيارث براكاش, وبدأت أقارن كل هذه الكتب معا. بعد قراءة الأفستا بعناية تحدثت مع علماء فارسيين, ولكني لم أجد عندهم طريقا معقولا محددا للخلاص. فاتجهت بعد ذلك لدارسة الساتيارث براكاش كما كتبها سوامي دايانايد سارسناتي الذي يعتبر المرجع الأساسي لعقائد أريا ساماج وفتشت على ضالتي المنشودة. ولكنني وجدت عقائد غريبة أوقفت شعر رأسي, إذ وجدت أن الله لا يمكن أن يغفر الخطية. واستغربت كيف
ينضم الناس إلى الأريا ساماج بينما لا تقدم لهم أي أمل للخلاص, فتعاليم أريا ساماج تقول إن الله لا يمكن أن يغفر خطايا الإنسان التي ارتكبها قبل اعتناقه الأريا ساماج ولا بعد ذلك, ولا مفر من العقوبة. كما أنني اكتشفت أن الأريا ساماج تعتبر الخلاص أمرا مؤقتا لا يمكن أن يضمنه الإنسان. ولما كان الخلاص مؤقتا فإن الإنسان يعيش في خوف مستمر من رفض الإله له. إذا ليس عندهم خلاص لشخص مثلي. فتوقفت عن دراسة الساتيارث.
وكانت أثقل مسئولية تعرضت لها أن أدرس القرآن والحديث لأجد طريق الخلاص. ورفعت يدي إلى الله في دعاء: اللهم, إنك تعلم أني بك آمنت, وعليك توكلت, وإليك أنبت, فاغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين, وأنر قلبي بنورك الذي لا ينطفىء, واهدني صراطك المستقيم. اللهم إن أحييتني فأحيني وأنت راض عني, وإن توفيتني فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ولم أجد في دارستي للقرآن جديدا , لأني درسته من قبل دراسة وافية, وعرفت أن الحصول على الخلاص متوقف على العمل الصالح الذي يؤديه الإنسان. ووجدت عدة آيات تعلن هذه الفكرة, أقتبس للقارئ الكريم أربع آيات منها: أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون. وأما الذين فسقوا فمأواهم النار. كلما أرادوا أن يخرجوا منها أ عيدوا فيها, وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (السجدة 19 , 20). فمن يعمل مثقال ذر ة خيرا يره , ومن يعمل مثقال ذر ة شرا يره (الزلزلة 7 , 8).
وعندما نلقي النظرة الأولى على هذه الآيات نكتشف أنها جميلة ومشجعة, ولكنها أثارت داخلي سؤالا : هل يمكن أن يعمل الإنسان الخير دون الشر? وعندما فكرت في شهوات الإنسان ورغباته اتضح لي أنه من المستحيل أن يعمل الإنسان الخير وحده, ولا يمكن أن يكون عمله دائما عملا صالحا فقط. ولقد قال رجال الفلسفة العرب:
إن هناك أربع ملكات عقلية للإنسان وراء كل أفعاله, ثلاث منها تقوم ضد صالح الإنسان الديني, وواحدة فقط (هي القدرة الملائكية) التي توجه الإنسان نحو الله وتعاونه على طاعة أوامره. ولو أن تأثير هذه مخفي عن عين الإنسان. أما الثلاثة الأخرى التي تقاوم اتجاه الإنسان إلى الله فهي واضحة, ويسعد الإنسان بها. ولما كان الإنسان لا يرى إلا ما يطفو على السطح, ولا يهتم إلا بالحاضر, ويوجه انتباهه إلى الأمور الأرضية أكثر من اهتمامه بالأمور الدينية, فقد كتب أحد المسلمين البارزين يقول: إنني واقع في شرك أربعة أشياء تسبب سيطرتها علي كل بؤسي وآلامي, هي: الشيطان والعالم والشهوة والجشع. فكيف أحرر نفسي منها, وكلها عدوتي? إن الشهوات الشريرة تدم رني وتلقيني في ظلمة يأس من الحسيات والملذات. أما الملكات العقلية الثلاث السيئة فقد سيطرت على الملائكة وعلى آدم حتى وقتنا الحاضر كما يقول الحديث التالي: روي عن أبي هريرة قال محمد: لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم مسح ظهره, فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة, وجعل بين عيني كل إنسان وبيصا من نور. ثم عرضهم على آدم, فقال آدم: أي رب, من هؤلاء? قال: هؤلاء ذريتك. فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه. فقال: يارب, من هذا? قال داود. قال: كم جعلت عمره? قال: ستين سنة. قال: يا رب زده من عمري أربعين سنة. قال محمد: فلما انقضى عمر آدم إلا أربعين جاءه ملك الموت, فقال آدم: أو لم يبق من عمري أربعون سنة? قال: أ و لم تعطها ابنك داود? فجحد آدم فجحدت ذريته, ونسي آدم فأكل من الشجرة فنسيت ذريته. وخطئ آدم فخطئت ذريته (أخرجه الترمذي وغيره).
ومن هذا الحديث نرى بوضوح أن كل أبناء آدم خطاة, لأن خطية آدم دخلتهم جميعا بمن فيهم الأولياء والأتقياء. وهكذا اعترف آدم وحواء: قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا, وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكون ن من الخاسرين (الأعراف 23). ويقول النبي إبراهيم:ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب (إبراهيم 41).
وعن أبي هريرة, قال: كان رسول الله صلعم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة. فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! إسكاتك بين التكبير وبين القراءة ما تقول? قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد متفق عليه (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث 812).
وعن أبي موسى الأشعري, عن النبي صلعم: أنه كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم اغفر لي خطيئتي, وجهلي, وإسرافي في أمري, وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي جد ي وهزلي, وخطئي وعمدي, وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت, وما أسررت به وما أعلنت, وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر, وأنت على كل شيء قدير. متفق عليه (مشكاة المصابيح, تحقيق الألباني حديث 2482). ويقول القرآن عن خطية الإنسان: إن الإنسان لربه لكنود, وإنه على ذلك لشهيد (العاديات 6 , 7). وفي أثناء هذا البحث واجهتني هذه الحقيقة العظيمة: إن النبي عيسى إنسان. ويعزو القرآن الخطأ إلى كل الأنبياء, ولكنه لا يسجل للمسيح خطأ واحدا. وسألت نفسي: لماذا? واتجهت بفكري إلى الإنجيل فوجدت أمامي قول المسيح: من منكم يبكتني على خطية? (يوحنا 8:46). ويقول الإنجيل عن المسيح: لأنه جعل الذي لم يعرف خطية, خطية لأجلنا, لنصير نحن بر الله فيه (2 كورنثوس 5:21). ويقول أيضا : ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا, بل مجرب في كل شيء مثلنا, بلا خطية (عبرانيين 4:15). ويقول أيضا : الذي لم يفعل خطية, ولا وجد في فمه مكر (1بطرس 2:22). ويقول: وتعلمون أن المسيح أ ظهر لكي يرفع خطايانا, وليس فيه خطية (1يوحنا 3:5). وهكذا نرى أن عندنا برهانا أكيدا أن كل البشر خطاة ما عدا المسيح. فكيف أتمكن من الحصول على الخلاص بأعمالي الصالحة, بينما الأولياء والأتقياء والفلاسفة قد فشلوا في أن يعملوا الصلاح فقط. فاتجهت إلى القرآن أفحص تعاليمه مرة أخرى. ووجدت آيتين قرآنيتين أصابتاني باليأس: وإن منكم إلا واردها. كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (مريم 71 , 72). ولا يستطيع أحد أن يتخيل مقدار الرعب الذي وقعت فيه بعد قراءة هاتين الآيتين. لقد كنت مريضا أستشير القرآن كطبيب يقدم لي العلاج, ولكنه بدلا من ذلك قال لي: كل واحد لا بد أن يدخل الجحيم, وهذا واجب حتمي على الله!. ولكن محبتي للإسلام وتعل قي به منعاني من أن أتخذ قرارا سريعا في هذا الموضوع. وأردت أن أستشير التفاسير على هذه الآية وما يقوله الحديث عنها, لأفهم ما قاله نبي الإسلام نفسه عن هذا الموضوع. وبعد بحث كثير وجدت في مسند الدرامي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلعم: يرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فمنهم كلمح البصر, ثم كالريح, ثم كحضر الفرس, ثم كالراكب المجد في رحله, ثم كشد الرجل في مشيته (عن تفسير القرطبي لسورة مريم 71 , 72). وفي تفسير الطبري على مريم 71 , 72 وجدت التالي: حدثنا أبو كريب, قال: ثنا ابن يمان, عن مالك بن مغول, عن أبي إسحاق, قال: كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه, قال: يا ليت أمي لم تلدني. فقيل: وما يبكيك يا أبا ميسرة? قال: أخبرنا أن اواردوها, ولم يخبرنا أن اصادرون عنها.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن إسماعيل, عن قيس, قال: بكى عبد الله بن رواحة في مرضه, فبكت امرأته, فقال: ما يبكيك? قالت: رأيتك تبكي فبكيت. قال ابن رواحة: إني قد علمت أني وارد النار فما أدري أناج منها أنا أم لا.
حدثنا الحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, عن ابن عيينة, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن قيس بن أبي حازم, قال: كان عبد الله بن رواحة واضع رأسه في حجر امرأته, فبكى, فبكت امرأته, قال: ما يبكيك ? قالت: رأيتك تبكي فبكيت. قال: إني ذكرت قول الله وإن منكم إلا واردها فلا أدري أنجو منها, أم لا? (تفسير الطبري مريم:71).
لقد اتضح لي معنى الآية إذا. لا بد أن كل شخص يدخل النار ثم يخرج منها حسب أعماله. ومع أن معنى الآية واضح للغاية في القرآن, إلا أني أردت أن أسند المعنى في ذهني بأقوال نبي الإسلام نفسه. وبالرغم من أنه كان يمكنني أن أتوقف عن البحث عند هذه النقطة, إلا أني قررت أن أستمر في الدراسة. وبعد بحث وصلت إلى هاتين الآيتين: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة, ولا يزالون مختلفين, إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم. وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين(هود 118 , 119).
ولقد صدمتني قراءة هاتين الآيتين صدمة عنيفة حتى أني أغلقت القرآن وغبت مع أفكاري وقتا طويلا. وحتى عندما نمت لم أجد راحة, لأن أفكاري أصبحت كوابيس. كان صعبا علي للغاية أن أهجر إيمان آبائي, فقد كان موتي أهون علي من ذلك. وحاولت أن أجد طريقة تمنعني من التفكير في هذا الموضوع, وتبعدني عن مواجهة المشكلة, حتى لا أترك دين أبائي. فأخذت أفتش من جديد في الحديث. ولم يكن هذا الأمر سهلا , لأن الأحاديث كثيرة وفي مجلدات كبيرة. ولكني قررت أن أستمر في الدراسة معتمدا على معونة الله.
ولقد وجدت أن الأحاديث تحدد ثلاث طرق لنوال

الخلاص:

أولا - الخلاص بالعمل

1- لا توجد أية علاقة بين أعمال الإنسان وبين خلاصه. فحتى أشر الخطاة الذي قضى حياته في المعاصي والكبائر يمكن أن يدخل الجنة. بينما يمكن أن أفضل الناس على الإطلاق, والذي صرف حياته في العمل الصالح يدخل النار. وإليك الحديث التالي: عن أنس: أن النبي صلعم ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله وسعدي ك. قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله وسعدي ك قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله وسعدي ك, - ثلاثا - قال: قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار. قال: يا رسول الله! أفلا أخبر به الناس فيستبشروا? قال: إذا يتكلوا. فأخبر بها معاذ عند موته تأثما. متفق عليه (مشكاة المصابيح حديث 25 تحقيق الألباني).
ولقد وجدت حديثا آخر يؤيد نفس الفكرة مروي عن أبي ذر, يؤكد أن لا صلة بين عمل الإنسان وخلاص نفسه. فحتى الزاني والسارق يمكن أن يجدا مكانا في حياة النعيم إذا رددا الشهادة. عن أبي ذر قال: أتيت النبي صلعم وعليه ثوب أبيض, وهو نائم, ثم أتيته وقد استيقظ, فقال: ما من عبد قال: لا إله إلا الله, ثم مات على ذلك, إلا دخل الجنة قلت: وإن زنى وإن سرق? قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق? قال: وإن زنى وإن سرق. قلت: وإن زنى وإن سرق? قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر. وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر. متفق عليه. (مشكاة المصابيح حديث 26 تحقيق الألباني).
وقد وجدت حديثا آخر شجعني, لأن تكرار عبارة يمكن أن ينجي الإنسان من الهلاك ويهبه الحياة الأبدية. عن عبادة بن الصامت, قال: قال رسول الله صلعم: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, وأن عيسى عبد الله ورسوله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم, وروح منه, والجنة والنار حق, أدخله الله الجنة على ما كان من العمل. متفق عليه (مشكاة المصابيح حديث 27 تحقيق الألباني).
وروى أبو نعيم من حديث أبي الزبير عن جابر قال: سمعت رسول الله صلعم يقول: لا يدخل أحدا منكم الجنة عمله , ولا يجيره من النار, ولا أنا, إلا بتوحيد من الله تعالى. إسناده على شرط مسلم وأصل الحديث في الصحيح (هادي الأرواح لابن قيم الجوزية ف 19).
وعندما قرأت هذه الأحاديث تبادر إلى ذهني سؤال: هل من العدل أن إنسانا قضى حياته في المعاصي والكبائر, ولم يفكر في عمل أي خير يدخل الجنة, بينما يمضي آخر إلى النار رغم أنه قضى حياته كل ها في عمل الخير? وأثناء قرائتي وجدت الحديث التالي الذي يجعل دخول الجنة أو النار تبعا لما قدر على الإنسان: حدثنا رسول الله (صلعم): إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما , وأربعين ليلة - أو أربعين ليلة, ثم يكون علقة مثله, ثم يكون مضغة مثله, ثم يبعث الله إليه الملك , فيؤذن بأربع كلمات: فيكتب رزقه وأجله, وعمله, وشقى أو سعيد , ثم ينفخ فيه الروح, فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة, حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب , فيعمل بعمل أهل النار, فيدخل النار. وإن أحدكم ليعم لبعمل أهل النار, حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع, في سبق عليه الكتاب , فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها (الأحاديث القدسية حديث 100) - رواه البخاري في باب بدء الخلق ج 4 , وباب القدر ج 8 , وكتاب التوحيد ج 9.

ثانيا - الخلاص بالرحمة وحدها

2- ووجدت أحاديث أخرى تقول إن خلاص نفس الإنسان يتوقف على رحمة الله وحدها, حتى أن نبي الإسلام يطلب رحمة الله, شأنه شأن أي إنسان آخر. ولا يمكن أن نبي الإسلام يخلص من خطاياه ما لم تتداركه رحمة الله وتتغمده. فيقول حديث عن عائشة, قالت: يا رسول الله! ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى? فقال: ما من أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى ثلاثا. قلت : ولا أنت يا رسول الله!? فوضع يده على هامته فقال: ولا أنا, إلا أن يتغمدني الله برحمته يقولها ثلاث مرات. رواه البيهقي في الدعوات الكبيرات (مشكاة المصابيح حديث 1305 تحقيق الألباني).
ولقد تعلمت من هذا أنه لا يمكن لإنسان أن يحصل على الخلاص إلا إذا تغمده الله برحمته, فطمأنني هذا الفكر. لكنني عدت أتساءل: إن كان الله رحيما , فإنه أيضا عادل. فإذا غفر الله خطاياي برحمته وحدها فإنه بهذا يوقف عمل عدالته. وهذا يعني وقف عمل صفة من صفات الله سبحانه. ولا شك أن هذا ي نقص من عظمة الله وكمالاته.
ثالثا - علاقة محمد بالخلاص
3- أما الحقيقة الثالثة التي وصلت إليها من الحديث فهي أن نبي الإسلام لا يستطيع أن يخلص أي إنسان, حتى ابنته فاطمة أو أهل بيته. وعلى هذا فقد وجدت أن شفاعة محمد في المؤمنين لا أساس لها, رغم أني لوقت طويل كنت أؤمن أنها صحيحة.
لقد قرأت الحديث التالي من البخاري: من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم حين أ نزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين : يا معشر قريش, اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا. يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب, لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله, لا أغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا (عن تفسير الطبري للشعراء 214).
وهكذا وبعد دراسة ممتدة عميقة في الأحاديث لم يبق لي جديد اكتشفه, فقد عرفت كل ما يمكن أن ي عرف. وهكذا أغلقت كتب الحديث. ورفعت قلبي إلى الله أدعوه: إلهي, يا من تعلم السر وأخفى. منك المبدأ وإليك المنتهى. أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي, وحيرة قلبي, وزيغة عقلي, ووهن جسدي. اللهم, اهد قلبي لدينك القويم وصراطك المستقيم, وافتح لي أبواب رحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم, إني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك, أن تبدل خوفي أمنا , وحيرتي حقا ويقينا. اللهم, هذا جهدي وما أملك, فاجعل منه حقا أنتهي إليه ويقينا أحيا به وأموت عليه. إنك سميع مجيب الدعوات.
طريق المسيحية للخلاص
وفي هذه الحالة اليائسة بدأت اقرأ الإنجيل المقدس, وأنا أرجو أن أصلح الكثير من أخطائي. فقرأت قول المسيح: تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم (متى 11:28). ولا أستطيع أن أصف مقدار فرحي بهذه الآية.
لم أكن أفتش عنها قصدا , كما أني متأكد أني لم أرها بالصدفة, لكن الله هو الذي أعطاها لي إجابة لصلاتي وبحثي وتفتيشي عن الحق. كانت هذه الآية بالنسبة لي أنا الخاطئ إعلانا بأخبار مفرحة. لقد تركت الآية تأثيرها العظيم على نفسي فمنحتني السلام والراحة والفرح, وضاع مني فورا كل إحساس بالضياع والقلق. إن المسيح يقول: أنا أريحكم هذا يعني أن الخلاص متوقف عليه. إنه لا يشير إلى طريق نسلكه لنجد الراحة, لكنه هو نفسه الطريق, ثم قرأت بعد ذلك قوله: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يوحنا 14:6). ولكن سرعان ما داهم عقلي سؤال: هل يمكن أن يضع الإنسان ثقته في هذا الوعد الضخم من المسيح. وجاوبت: إن الإنسان يمكن أن يجد راحته في هذه الكلمات, لأن المسيح في نظر المسلمين كامل بلا خطية وجيه في الدنيا والآخرة وهو كلمة الله وروح منه. وهذه كلها تعلن كمال المسيح. ثم أن المسيحيين يقولون إنه الإله الكامل, والإنسان الكامل الذي خلت حياته من كل خطأ ورغبات أرضية. ولذلك فإن المسيح العظيم الكامل في نظر المسيحيين والمسلمين لا بد يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادرا على تحقيق وعده بالراحة لكل من يأتي إليه. ثم بدأت أفكر في مواعيد المسيح لي بالخلاص, فوجدت قول المسيح: ابن الإنسان لم يأت لي خد م بل لي خد م وليبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20:28). وعندما قرأت هذه الآية اكتشفت أن المسيح يقدم للإنسان خلاصه, فقد بذل المسيح نفسه عن الخطاة, وهو الطريق العجيب الذي لا يمكن للعالم كله أن يقدم نظيرا له. ولقد أسس كثير من البشر ديانات في عالمنا, ولكن لم يقل واحد منهم إن موته سيكون سبب غفران الخطايا. المسيح وحده هو الذي قال عن نفسه هذه الكلمات, وحققها فعلا.
وعندما وصلت إلى هذه النتيجة امتلأت نفسي بالابتهاج الفائق الحد. وتركت صورة المسيح ومحبته في قلبي تأثيرا بالغا. وعندما كنت منتشيا بهذه الفرحة السماوية, داهم عقلي سؤال: ولكن ما هي الحاجة إلى كفارة المسيح وتضحيته? ألم يكن ممكنا أن يقدم الخلاص دون أن يموت? وجعلت أفكر في هذا السؤال الجديد ووجدت له الإجابة. إن الله رحيم وعادل. فلو أن المسيح وعدنا بالخلاص دون أن يبذل نفسه عنا, فإن مطالب الرحمة تكون قد وفيت تماما. لكن إن كان الله يريد أن يوفي مطالب عدله, فلا بد أن يكون المسيح كفارة عن كثيرين بدمه. وهكذا بين الله محبته لنا. ثم وجدت في الإنجيل هذا القول العظيم: في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله, بل أنه هو أحبنا, وأرسل ابنه كفارة لخطايانا (1يوحنا 4:10).
وظللت أفتش وأبحث في العهد الجديد. قرأته عدة مرات من أوله إلى آخره, فوجدت مئات الآيات وعشرات الأمثال التي تبرهن بغير ظلال من شك أن الخلاص موجود في الإيمان بالسيد المسيح, وهذا الخلاص يجب أن يكون هدف كل ديانة. فالإنجيل يقول: ونحن نعلم أن كل ما تقوله الشريعة إنما تخاطب به الذين هم تحت الشريعة, لكي يسد كل فم, ويقع العالم كله تحت دينونة من الله. فإن أحدا من البشر لا يتبرر أمامه بالأعمال المطلوبة في الشريعة. إذ أن الشريعة هي لإظهار الخطيئة. أما الآن فقد أعلن البر الذي يمنحه الله مستقلا عن الشريعة, ومشهودا له من الشريعة والأنبياء. ذلك البر الذي يمنحه الله على أساس الإيمان بيسوع المسيح, لجميع الذين يؤمنون. إذ لا فرق, لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله. فهم يبررون مجانا بنعمته بالفداء بالمسيح يسوع, الذي قدمه الله كفارة عن طريق الإيمان وذلك بدمه (رومية 3:19-25).

قراري واعترافي

بناء على ذلك, وبعد أن أكملت تفتيشي وبحثي كما وصفته هنا, وصلت إلى نتيجة أني يجب أن أعلن مسيحيتي. ووجدت أنه من واجبي أن أعر ف الجمعية التي أنتمي إليها بما وصلت إليه, ليفكروا فيه, ثم أكون حرا في متابعة دارساتي علنا , فذهبت إلى الاجتماع كالعادة. وكان موعد مونشي منصور مسيح ليتكلم. ولكني قاطعته قائلا : في هذه المناسبة يجب أن أبدأ أنا بالكلام ضد الإسلام. ثم بدأت أعلن نتيجة دراسة السنوات التي قضيتها في البحث. واندهش المسئولون عن الجميعة من كلماتي, ولكنهم كانوا ينتظرون أن أنفي كل ما بدأت بقوله. وعندما انتهيت من الكلام وجلست وقف نائب الرئيس وقال: نرجو أن الرئيس نفسه يهدم ما قاله ويصحح الأخطاء التي قدمها في حديثه. فوقفت مرة أخرى وقلت: أرجو أن تستمعوا إلي يا أصدقائي, فإن ما وضحته ليس شيئا سطحيا , ولا مختلقا , ولكنه قرار أكيد وقاطع, بنيته على سنوات من البحث. ولأكون واضحا فلقد بدأ بحثي في ذلك اليوم الذي قال فيه السيد مونشي منصور مسيح إننا يجب أن نبحث موضوع الخلاص. ففي ذلك الوقت وعدت الله أني سأقرأ الكتاب المقدس, لا كما كنت أقرأه من قبل: للانتقاد والهدم, إنما لأفتش فيه عن الحق, حتى يعلن الله لي طريق التبرير. فأزحت جانبا تعص بي وفلسفتي, وجعلت أقارن الأفستا والساتيارث براكاش والكتاب المقدس والقرآن, ووصلت إلى أن الخلاص موجود في المسيح وحده. وهذا كل ما أستطيع أن أقوله, فإن كان في بحثي نقص, فإني أكون شاكرا لكم أيها السادة لو بينتموه لي. وإن كنتم تريدونني أن أسحب ما قلته فإني أعلن أن لا رجوع عما قلته. ولست أظن أن واحدا منكم يستطيع أن يهدم ما وصلت أنا إليه. وتركت الاجتماع لأنه لم يكن من الحكمة أن أبقى, فتبعني فورا السيد مونشي واحتضنني. وسالت دموع الفرح من عينيه وقال بصوت مرتعش: يجب أن تأتي معي, فليس من الأمان في شيء أن تقضي الليلة بمفردك في حجرتك. فجاوبته: إن أعضاء الجمعية من المسلمين المثقفين, ولست أخشى بطشهم. ثم قلت: ولو أن هناك غيرهم ممن أخاف حماقتهم. سأجئ إلى بيتك مع طلوع الصباح. فإذا تأخرت عن ذلك, فأرجوك أن تأتي إلى غرفتي لتفتش عني. ودخلت غرفتي وأغلقت الباب من الداخل وأطفأت النور, وجلست غارقا في أفكاري. كانت تلك ليلة إعلان أفكاري, وكانت ليلة امتحان. واتضح أمامي أني وقد صرت مسيحيا فقد خسرت بلدي وجيراني وحقوقي وأصدقائي. خسرت كل شيء. ثم أني سأدخل المجتمع المسيحي المختلف عني في العادات والتقاليد وكل شيء. دارت كل هذه الأفكار في رأسي, فكان من المستحيل أن أنام.
وأخيرا قلت لنفسي: يا سلطان, عليك أن تذكر أنك ابن الساعة التي أنت فيها, وأن العالم كله باطل فان. وعندما ستموت لن ينفعك بلدك ولا ميراثك ولا عائلتك ولا أصحابك. فكل هؤلاء ينتمون إلى العالم الحاضر, ولن يبقى معك شيء أو شخص تمضي به إلى ما وراء القبر إلا إيمانك المبني على أساس عمل المسيح. فلا يجب أن تترك الحياة الأبدية والسعادة الروحية من أجل فترة انتقالية.
وعندما ركعت لأصلي قلت: يا مالك الملك, يا مبدع الخلق, إليك سلمت وجهي, فتقبل مني واغفر لي وارحمني. ربنا, إنك تعلم ما نخفي وما نعلن. ربنا لا تجعل الدنيا أكبر همي وغمي, ولا تجعل فتنتي في ديني.. أنت ملجإي وملاذي, بك أستعين وأستعيذ من كل ضعف يحول بيني وبين الإيمان بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا. يا من قلت, وقولك الحق تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم يا من وعدت ووعدك الصدق اقرعوا يفتح لكم إلهي أدعوك وأنا موقن بأنك سميع مجيب الدعوات, فتقبل مني صلاتي مشفوعة بدم مخلصنا الحبيب.
وبعد أن انتهيت من الصلاة شعرت بالحاجة للنوم فنمت وقتا قليلا. وعندما استيقظت وجدت السعادة والفرح يغمران قلبي, وزال كل أثر للقلق وعدم الارتياح. وعندما بدأت تباشير الصباح أسرعت لأغتسل, وذهبت إلى بيت مونشي منصور مسيح, فوجدته مشغولا علي. وكان قد جهز الشاي لنشربه معا. فتحدثنا بعض الوقت, ثم صرفنا فرصة في الصلاة, بعدها ذهبت إلى بيت القس لاجيارد. واندهش القسيس من وصولنا مبكرين, فأوضح مونشي أننا جئنا لأتعمد, وظن القسيس أولا أننا نمزح. لكن عندما سمع بما حدث في الليلة السابقة احتضنني فورا وقال: كنت أعلم أنك تدرس الكتاب المقدس بحماس ونشاط, ولا بد أنك ستصبح مسيحيا. فنشكر الله الذي أقنعك. ووعد أن يعمدني بعد ثلاثة أيام. وطلب مني أن أحفظ غيبا الوصايا العشر, وإقرار الإيمان الرسولي, والصلاة الربانية. وطلب مني أن أبقى معه إذا شئت, أو أبقى مع مونشي منصور مسيح. فقررت أن أبقى مع مونشي.
وعندما جاء يوم الأحد امتلأت الكنيسة بالمسلمين, ولاحظ القس لاجيارد الخطر المحيط بي, فقرر تأجيل المعمودية. وأخيرا بنعمة من الله عم دني صباح يوم 6 أغسطس 1903 في كنيسة القديس بولس في بومباي. وبعد معموديتي سافرت إلى كانبور, فقد كان بقائي في بومباي خطرا على حياتي. وجرى داخلي تغيير رائع عندما صرت مسيحيا. تغيرت طريقة كلامي وأفعالي وكل أسلوب حياتي حتى أنني عندما زرت بومباي بعد سنة من ذلك اندهش أصدقائي المسلمون مما جرى معي. اندهشوا من رقتي لأنهم كانوا يعلمون سرعة فقدان أعصابي. قبل أن أصبح مسيحيا كنت أعرف أن الخطية معصية. لكن لم أكن أدرك (كما أدرك الآن) أثر الخطية المدمر على الإنسان كله. ومع أني لا زلت إنسانا ضعيفا , مجرد حفنة تراب, إلا أني عندما أخطئ ينتابني الأسى على ما أفعل, وأخر على وجهي أمام الله بدموع عيني تائبا طالبا الغفران. أما أساس هذا الموقف من الخطية فهو معرفتي عن عمل المسيح الكفاري من أجل خطيتي. إن التوبة وحدها لا تستطيع أن تزيح الخطية, بل يجب أن أتطهر بدم المخلص الكريم. ولذلك ألاحظ أن عالمنا الذي يأخذ الخطية مأخذا سهلا يعرض نفسه, ويقترب شيئا فشيئا من الدمار.
ومع أن الشيطان يحاربني بكل طاقته, إلا أني لا أرتبك, لأني أعلم أن المسيح قد سحق رأس الشيطان, فلا يقدر أن يؤذي أو يغلب أتباع المسيح الأمناء. وإني أدعو الرب مالك السموات والأرض, وفاحص القلوب, أن يرجع قلوب البعيدين إليه, وأن يريهم رعب اليوم الآخر, واحتياجهم العظيم للخلاص, في قبلوا إلى المسيح مخلصهم, القادر وحده أن يخلص إلى التمام.

أخي القارئ
رغم أن هذه القصة قديمة نسبياً إلا أن أختبار سلطان محمد بولس هو أختبار حي وبحثه عن الخلاص بحث مخلص لا يمكن لمسلم أني ينقض محاكمته العقلية وخاصة من طالب علم متفقه
ولا يمكن لأي مسلم أن يتأكد من خلاصه ونجاته من الهلاك
إن المسيح وحده الذي يضمن الخلاص للذين يقبلوا خلاصه
مسابقة كتاب
لماذا صرت مسيحيا ؟
أيها القارئ العزيز,
إن تعمقت في قراءة هذا الكتاب تستطيع أن تجاوب
على الأسئلة بسهولة. ونحن مستعدون أن نرسل لك أحد كتبنا
الروحية جائزة على اجتهادك. لا تنس أن تكتب اسمك وعنوانك كاملا
عند إرسال إجابتك إلينا.
1 - برهن أن الطبيعة البشرية فاسدة بآية من الكتاب المقدس وآية من القرآن؟
2 - ما هي المعاني الواردة في القول: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؟
3 - ماذا قال القس لاجيارد ليبرهن عدم تحريف الكتاب المقدس؟
4 - لماذا يستحيل الحصول على الخلاص بالأعمال الصالحة؟
5 - ماذا يقول الإسلام في تأكيد دخول الجنة؟
6 - بحسب القرآن والحديث, من هو الشخص الوحيد الكامل؟
7 - ما هو الحل الإلهي لمشكلة الخطية؟
8 - كيف يعرف الإنسان أنه نال الخلاص؟
9 - ما هو التغيير الذي حصل لسلطان بعد إيمانه بالمسيح؟
10 - ما هو موقفك أنت أيها القارئ من الخلاص؟

قصتى مع الاسلام ( يوسف إبراهيم )

يوسف إبراهيم


إسمي يوسف إبراهيم. ولأنني توصلت إلي الحقيقة بعد بضعة سنوات من البحث أؤمن أن الله سوف يقودني لأشارك الآخرين ما فعله معي من خلال كلمته المقدسة. أنا مصري المولد وولدت في عائلة مسلمة. وكان والدي شيخاً يدرس الشريعة الإسلامية في القاهرة بمصر حتي وفاته. افتخرت أسرتي بميراثها الإسلامي وإن كل رجال الأسرة رجال دين. وفي بداية حياتي كانت أسرتي تتوقع أن أكون رجل دين في المستقبل ولذلك أرسلوني إلي مدارس لتعليم القرآن في سن السادسة والسابعة.
وعندما كنت صغيراً بدأت أسأل عن الله والدينونة والمصير الأبدي للإنسان وسخر مني الآخرين بسبب هذه الأسئلة مما سبب لي نوع من الضيق. وأصبت باليأس والقنوط لأن نفسي كانت تبحث عن شئ لا يستطيع الإسلام أن يشبعه. كانت خلفيتي الإسلامية ضحلة ومصطنعة. وكشيخ حفظ والدي معظم القرآن وشجعني علي حفظه سواء فهمته أم لا. ولذلك أصبحت متديناً بطريقة ميكانيكية بينما كنت أشعر بجفاف في قلبي. ومثل معظم المسلمين عشت في وسط جيران مسلمين تقليديين حيث كنت أستمع لصوت الآذان المزعج يدعوني للصلاة خمس مرات في اليوم. وكنا نحتفل بالأعياد الإسلامية.

تعلمت أن الإسلام هو الدين الحقيقي الوحيد الذي ألغي اليهودية والمسيحية وأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وأنهم حرفوا كتابهم المقدس الذي كان يحتوي علي آيات عن نبي الإسلام محمد. كما أن الإسلام ينكر موت ودفن وقيامة المسيح. ولكن لم تكن هناك أية محاولات جادة لتوضيح ما يدعونه. وعندما بلغت فترة المراهقة تولدت داخلي الرغبة لمعرفة الدين الحقيقي. ولأن مثل هذه الأسئلة غير مسموح بها في البلاد الإسلامية كانت أسئلتي واستفساراتي سرية. واكتشف من هم حولي محاولاتي لمعرفة ذلك فاتهموني اتهامات قاسية : "أنت مختل عقلياً" "أنت أحمق" "أنت تحت تأثير مؤسسة ضد الإسلام". وحول المسلمين حياتي إلي جحيم حتي أنني فضلت الموت. لقد كنت أبحث عن الحقيقة.

وعندما بلغت العشرين من عمري بدأت أبحث ثانية. ومن بين الأسئلة التي شغلتني أين سأذهب بعد الموت ؟ أليس من حقي معرفة مصيري الأبدي ؟ لماذا يرفض المسلمون بقوة مناقشة دينهم ؟ هل الله لا يريد للناس أن يعرفوا مصيرهم ؟ كيف أتأكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الحقيقي ؟

ولأنني لم أتلق مساعدة من أحد بدأت في قراءة كتب في الفلسفة وعلم النفس والبعض منها يشجع علي الكفر. ولكن إنكار الله لم يوقف شوقي الداخلي لمعرفة الحق. وشجعتني هذه الكتب أيضاً لأن أقتنع بمبدأ القدرية والحياد وهذا زاد الأمر سوءاً. وكانت نفسي متعطشة لمعرفة الحقيقة عن مصيرنا الروحي. وكم كنت أتضايق من اعتباري مسلماً فقط لأنني ولدت لأبوين مسلمين وعشت في بلد مسلم. لم يكن لي أي اختيار ولم تمنح لي الفرصة للبحث عن الحق. وأسوأ ما في الأمر أن معظم المسلمين (بمن فيهم عائلتي) مسلمون بالوراثة. وكان من الصعب أن أجد مسلماً يحاول بجدية ويناقش أمور دينه بقلب مفتوح للحق.

وفي عام 1968 كنت أقرأ كتاباً معيناً وصادفتني بعض الأعداد من الكتاب المقدس والتي جذبت انتباهي. وتحدثت هذه الآيات بسلطان عن شخص يدعي المسيح الذي قال للعالم "أنا هو الطريق والحق والحياة لا أحد يأتي إلي الآب إلا بي" (يوحنا 14 : 6). وتزاحمت الأسئلة في ذهني : ماذا عن نبي الإسلام ؟ لماذا لم يتحدث المسلمون عن المسيح بهذا الأسلوب ؟ هم يتحدثون دائماً عن محمد فقط. من هو "الآب" ؟ كيف يمكن أن نسمي الله بالآب ؟ من هي زوجته ؟ كيف يدعوا أن الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح ؟ كيف يمكن أن أصدق الكتاب المقدس الذي يقول المسلمون بأنه محرف ؟ وأسئلة أخري كثيرة ...

وأثناء قراءتي في الكتاب قرأت عن المسيح وهو يقول "تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متي 11 : 28). لقد بحثت عن الراحة لعدة سنوات وقال يسوع أنه مصدر الراحة الحقيقية ودعي الآخرين ليأتوا إليه. وفي ذلك الوقت لم يكن لدي كتاب مقدس ولم أر واحداً حتي الآن. وطلبت من مدرس مسيحي أن يعيرني كتاباً مقدساً حتي أتمكن من أن أقرأ المزيد عن المسيح الذي له هذا السلطان. وفي أثناء ذلك سمعت عن مبشر أمريكي سيزور مصر. وبلهفة شديدة ذهبت إلي الكنيسة البروتستانية لسماعه. وسمعت أشياء لم أسمع عنها من قبل. ولم أدرك أن الكتاب المقدس هو مصدر الحق الإلهي الأبدي.

حفظت في الماضي الكثير من السور القرآنية ولكن الله لم يتحدث إلي من خلالها. ولكن عندما قرأت آيات من الكتاب المقدس كان هناك صوت مختلف يتحدث برسالة مختلفة وبسلطان مختلف. واستجمعت شجاعتي وذهبت للمبشر الأمريكي لكي يعرفني المزيد عن المسيح والكتاب المقدس. وسألته ما إذا كان يحق للمسلم أن يقترب من الله ومن الكتاب المقدس وهل يمكني أن أعرف أمراً مؤكداً عن الحياة الأبدية وغفران الخطايا والهروب من الجحيم وأن أصبح ابناً لله ؟ وقرأ لي المبشر (يوحنا 3 : 16) "لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". إن هذه الآية هي إجابة واضحة لكل الأديان. الله أرسل ابنه نيابة عنا فداء لكل البشر. وكل ما أحتاج إليه هو الإيمان بهذا الحق الإلهي لكي أهرب من الجحيم. إن عدل الله يطالب بعقوبة الخطية "لأن أجرة الخطية موت .." (رومية 6 : 23) ولكن الله رحيم ولذا أعطانا البديل "أما هبة الله فهي حياة أبدية" هذه الحقيقة السهلة كانت صادقة وحقيقية للغاية لأنها كلمة الله. ولم أتمكن من تجاهل دعوة الله لي "تعالي ... اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" (عبرانيين 3 : 7 -  8) وكلما إزدادت قرآتي للكتاب المقدس إزداد اقتناعي أن الله يتحدث لي أنا شخصياً.

واستمر الله يخاطبني من خلال كلمته : "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره" (عبرانيين 2 : 7) لا يمكن للإنسان الخاطئ أن يهرب من دينونة الله الأبدية ما لم يتعرف علي المسيح وما فعله من أجله. وأعطاني الله تحذيراً في حالة ترددي للإيمان به وبكلمته "هوذا الآن وقت مقبول وهوذا الآن يوم خلاص" (2 كورنثوس 6 : 2) وهذا يعني أن الغد قد يكون وقتاً متأخراً لذلك. وإذا رفضت المسيح كمخلص العالم سوف يجلب علي الدينونة. لقد بذل ابنه بدلاً عنا علي صليب الجلجثة.

هل تهم تعاليم الديانات الأخري ؟ كلا. لماذا ؟ لأن الحق الإلهي الأبدي لا يتغير.

وأخيراً بعد سنوات من الحزن قادني الله إلي مخلصي الرب يسوع المسيح. إنه الله وهو الحق وهو مانح الحياه وهو الطريق الوحيد للخلاص.

صديقي المسلم تذكر أنك يوماً ما ستقف أمام عرش الله بمفردك. هل يمكنك أن تحتمل دينونة الله ؟ أما المسيحيون الذين آمنوا بالمسيح كمخلصهم فلن يكونوا تحت دينونة الله لأنه قد أخذ حقه من شخص المسيح الذي مات من أجلهم وقد مات من أجلك أنت أيضاً.

والآن دعني أسألك ما الذي يمنعك من أن تقول لله أنك خاطئ وتريد خلاص المسيح ؟ ثق فيه الآن كمخلص لك. عندئذ سوف يكون هناك فرح في السماء لخلاص نفسك الغالية. لقد بحثت عن الحق لعدة سنوات حتي أرسل لي الرب خادمه المبشر ليقودني للمسيح. والله مازال يفعل نفس الأمر الآن. يمكنك أنت أن تتمتع بالحرية الروحية التي صارت لي "وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8 : 32).

ياصديقي العزيز المسلم تعال وتمتع بهذه الحرية الروحية التي لنا في الرب يسوع ودعنا نعرف ذلك منك حتي نتهلل معك.

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

قصتى مع الاسلام ( صلاح يوسف )


الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 03:01 

المحور: سيرة ذاتية 


لا أعلم حتى الآن أن مجرد أفكار وتخيلات ومعتقدات قديمة يتم توريثها بالقوة، وإذا ما شك الإنسان فيها أو فكر في تناقضاتها يتم الحكم عليه بالردة والقتل إلا في حالة الإسلام فإن ذلك يحدث ببساطة. المافيا على الأقل أنظف قليلاً، فالإنسان الذي ينتمي لها إنما يفعل ذلك بمليء إرادته وكامل وعيه. يتشابه الإسلام مع المافيا في قتل الخارجين عنهم، ولكن تمتاز المافيا على الإسلام باحترام خصوصية الأعضاء وحرياتهم الشخصية. لقد ولدت مسلماً سنياً ووجدت كل ما حولي يمجد محمد ويعبد محمد وشاهدت مئات الكتب التي تروي سيرته " العطرة ". أصحو يومياً على صوت زعيق قرآنه في مكبرات المساجد وفي الإذاعات. المسلم يصحو من النوم لكي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وكأن مليار شهادة قد قالها من قبل في حياته لا تكفي. التخلف والتعصب والكراهية والحياة الراكدة الآسنة والمرض والفقر تنهش المجتمعات الإسلامية حتى النخاع والعقيدة الإسلامية هي السبب المباشر. إنهم يعتقدون أن القرآن أساس علمي لكل ظواهر الكون لمجرد أنه تحدث عن الشمس وضحاها أو عن قيمة الماء التي تعرفها الخراف والماعز !!! يقولون لك ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) وهذا غير صحيح من الناحية العلمية ذلك أن الماء ليس من مكونات DNA في الخلية الحية.

بدايات الشك عندي في عقيدة الإسلام بدأت مبكرة بشكل قد لا يصدقها القاريء، فقد تصورت أن قصة طوفان نوح عبارة عن أكذوبة غير منطقية وأنا ما زلت في الصف الخامس الابتدائي. قال أستاذ الدين ذات يوم أن الله أوحى إلى نوح بعد أن تعب من قومه وهو يدعوهم لعبادة الله لمدة 950 سنة، أوحى له أن يصنع سفينة لأن الله زعل من الناس ويريد أن يغرقهم جميعاً بطوفان يغرق الأرض وأن الله قد أمر نوح أن يأخذ معه إلى السفينة زوج ( ذكر وأنثى ) من كل المخلوقات التي يحتاجها، وأن الله قد نفذ وعده فأغرق الأرض بالمطر ونجى نوح ومن معه. حسناً يا أستاذ وماذا حمل معه نوح إلى السفينة ؟؟! الأستاذ: حمل زوج من الدواجن وزوج من الحمير وزوج من الخراف وزوج من العصافير وزوج وزوج ... إلخ، لكنه لم يأت على الأسود والنمور والفهود، فسألت من دون الأطفال: ولماذا حمل نوح معه حيوانات مفترسة ومؤذية مثل الأسود والنمور ؟؟! جحظت عينا الأستاذ الشيخ وقد تفاجأت كثيراً بردة فعله. أنت تكفر يا ولد ؟ لا تسأل عن هذه الأشياء !!

الأستاذ الشيخ لم يعرف أن النوم لم يزر جفوني منذ ذلك اليوم وأنا أبحث عن إجابة. سألت شيخ المسجد نفس السؤال فقال لي أن نوح حمل معه كل الحيونات لكي تستمر الحياة على الأرض بخيرها وشرها، فقلت معقباً: ولماذا شرها ؟؟؟ لماذا لم يخلق الله الحياة كلها خير بدون شر ؟؟؟ الجلسة قفلت مثل سابقاتها: أنت تكفر. أنت تعترض على القضاء والقدر. أنت تعترض على حكم الله في الأرض. بالطبع الآن، وبعد مشاهدة داوكينز، عرفنا أن قبضة يد مملوءة بالطين تحتوي على كائنات حية مثل الفيروسات والبكتيريا تفوق أعدادها أعداد البشر بملايين المرات، فأين كانت هذه المخلوقات من حسابات الله وسفينة نوح ؟!
لقد توصلت إلى أن الإسلام يعارض قواعد المنطق ويكره التفكير منذ سنين مبكرة، أما الدعوات التي يدعيها الإسلام زوراً وينسبها إلى نفسه من حيث كونه دين يحث على التفكير وإعمال العقل فقد كانت تقنع المساكين والأغبياء والسذج فقط، وهكذا كانت بدايتي مع وفض الإسلام، ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى رغبة في دراسة القرآن للتأكد من سلامة ما يقول في قضايا أخرى سنأتي عليها.

في سنوات المرحلة الإعدادية كنّا قد درسنا سورة الكهف، وليس هذا فقط، بل إن فكر أهل السنة يقنع الناس بأحاديث صلعمية بأن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة هو أكثر ثواباً من أي سورة أخرى، علماً بأني لم أقرأ في القرآن كله أكثر سخافة وغباءً ولا تدميراً للمنطق من سورة الكهف !!! 

يقول محمد في قرآنه من سورة الكهف الآية 25 والحديث يخص أهل الكهف ( ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعة ) ثم تهبط على المتلقي مفاجأة عظيمة كالصاعقة في الآية التالية 26 حينما يستطرد قائلاً ( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه ولي ولا يشرك في حكمه أحداً ). هل شاهدتم الفهلوة ؟؟! يقول الله أن أهل الكهف قد لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين ( يقصد سنة !! ) وعليهم تسعة، أي 309 سنة، ثم يفاجئنا بأن الله وحده هو الذي يعلم عدد السنوات !!!! الآية الثانية تنقض الأولى تماماً، فالأولى تخبرنا بأنهم مكثوا 309 سنة ثم في الآية التي تعقبها مباشرة نفاجأ بأن الله وحده هو الذي يعلم بالمدة !!! ما هذا الهراء وما هذه السخافة ؟؟؟ وهل يوجد مسلم واحد عاقل يقرأ ويحلل ليعرف أن القرآن عبارة عن هراء وأكاذيب وخرافات تسببت في تخلف المسلمين عن ركب الحضارة ؟؟؟ قال إعجاز قال !!

إن أي عاقل يقرأ سورة الكهف سيكتشف الهرطقة بل والجريمة. غلام قتله الخضر بصورة احترازية لأنه خشي أن يرهق أبويه المؤمنان !!! لاحظتم هذا التبرير السخيف ؟؟! ولماذا خلقه الله من الأصل ؟؟؟! يا قوم أين عقولكم التي تفقهون بها ؟؟! الطفل لم يكبر ولم يفعل شيئاً بعد، كيف يقتل على اعتبار ما سيكون ؟؟! كيف يقتل طفل بريء دونما ذنب ؟؟! 
في سورة الكهف ورد ذكر ذي القرنين الذي يبلغ مغرب الشمس فيجدها تغرب في عين حمئة !!
في سورة الكهف ذكر لقوم ياجوج ومأجوج الذين لا يكادون يفقهون قولاً وقد جعل ذو القرنين بمشيئة الله بيننا وبينهم سداً عظيماً يفصل بينهم وبيننا !! 
تخيلوا أيها الأعزاء عندما يقرأ المسلم هذا الهراء في كل يوم جمعة، ماذا يتبقى في عقله من منطق ؟؟!
--------------------------------
عندما حصلت على بعثة لاستكمال دراستي العليا في أستراليا، عشت هناك حوالي خمس سنوات كانت كلها مقارنات بين هؤلاء الناس وبين بلادهم وبين أبناء بلدي وأهلي ووطني الحزين. أول ما لفت نظري هو النظافة والعمران وكثرة البساتين والخضرة والزهور ورقي المشافي والخدمات الصحية والاجتماعية الكثيرة. لفت نظري التزامهم بالوقت بصورة كبيرة بينما المسلم يهدر معظم وقته وهو يقرأ في هراء محمد معتقداً أنه إعجاز خارق. يقدسون العمل ويحترمون مواعيدهم ويقدسون الحياة. العشاق والمراهقين يتبادلون القبل والعناق على مقاعد المتنزهات دون أن يلفتون بذلك نظر أي من المارة. المجتمع كله موافق على أن الحب مشروع وأنه حق إنساني جميل بل يعلمونهم في المدارس كيفية الممارسة الجنسية السليمة والصحية !!
بالمقابل لدينا يكاد يموت المسلم والمسلمة لشدة الشعور بالشبق منذ الشعور الجنسي الأول في المراهقة وتتراكم لديهم كافة العقد النفسية لأنهم مجبرين على انتظار الزواج لكي يمارسون الجنس. بالطبع أناس كثير لا تلتزم بذلك وتمارسه في الخفاء ولكن عند انكشاف أمرهم تقتل المرأة بذريعة الشرف فيما يعتبر الرجل بطلاً فاتحاً !!! أي ظلم وأي تمييز وأي افتراء ؟؟!
لقد عانيت من الإسلام ومن تخبط القرآن منذ طفولتي، ولكن بعد عودتي من البعثة لكي أخدم وطني ضاعت مني معظم القيم الرائعة التي كنت قد اكتسبتها، فلو أردت احترام الوقت فسوف تفعل ذلك وحدك مع الندرة القليلة التي تشبهك، ولو أردت تقديس العمل فسوف تفعل ذلك وحدك أيضاً. سوف تجد مجتمعاً بليداً شديد التخلف يدمر حاضره وينسف مستقبله لأجل الحفاظ على قداسة محمد وعبادة محمد.
------------------------------

لكثرة تقديس محمد وعبادته، لدرجة أن المسلم يجب أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، تساءلت: لماذا كان محمد بحاجة ماسة إلى شهادة الناس له بأنه رسول الله على مدار اليوم والساعة طوال 1430 عاماً ؟؟! لو كان محمد رسول حقاً وليس كاذباً مهرطقاً خدع أمة بأسرها طوال هذه المدة، هل كان سيحتاج إلى كل هذه الشهادات من كل مسلم مليون مرة في اليوم ؟؟! هذا التقديس المبالغ فيه لمحمد وقرآن محمد لدرجة تعطل العقل ومسيرة الحضارة، دفعني أكثر لقراءة سيرة محمد، وتاريخه، من كتب السنة، فراعني ما وجدت، وأذهلني لجوئه الدائم إلى العنف والرعب لإثبات نبوته. خذوا مثلاً الآية ( قتل الخرّاصون – الذاريات: 10 ). تنبهوا هنا إلى التزوير والتدليس كعادة الإسلام. تفاسير الآية تقول ( قتل تعني لُعن ) والخراصون هم المرتابون الذين يقولون لا نبعث ولا يوقنون. ولكن الكتب التي تتحدث في أسباب النزول توضح ان محمداً قال هذه الآية بعد حملة الاغتيالات التي نفذها محمد بمنتهى الفظاعة ضد الشعراء الذين كانوا يحاججون القرآن بقصائدهم مثل كعب بن الأشرف وأبو عفك وعصماء بنت مروان وأم قرفة والقائمة تطول. الآية نفسها كانت عنوان مقال في جريدة صفراء تحرض على قتل فرج فودة بعد صدور كتابه الحقيقة الغائبة. هل هذا الكلام من عند الله ؟؟ وهل أفعال محمد البشعة تلك تليق برسول الهدى والرحمة ؟؟!
 إذا لم يتمكن من ( تنزيل ؟ )
 قرآن يرد به عليهم، فهل يكون الحل قتلهم ؟؟! ( انظر أيضاً حروب دولة الرسول لسيد القمني ).

زيادة في التلفيق، فإن تاريخ الإسلام قد أباد معظم قصائد هؤلاء الناس خوفاً على الإسلام نفسه فلم نقرأ منها شيئاً، إنما نقرأ عنها. تاريخ الإسلام يورد ويختلق أسباب غير منطقية لاغتيال هؤلاء بحيث تبدو لكل واحد منهم قصة مختلفة تماماً عن الآخر. فمثلاً يقولون أن اغتيال كعب بن الأشرف سببه قصيدة شهّر بها بنساء الرسول والصحابة !!! وهل تكون قصيدة ( مجرد كلام ) سبباً في العقاب قتلاً ؟؟؟! أين المنطق في كل هذه الأكاذيب ؟؟! لاحظوا أيضاً أن شاعر محمد البذيء والمقرف حسّان بن ثابت كان متاحاً له ومسموح له ومباح أن يشهر بنساء الكفار. مسموح لمحمد وشاعره اللعن والتشهير والسب بفاحش الألفاظ حتى في القرآن ( عتلٌ بعد ذلك زنيم )، لكن ممنوع على الطرف الآخر. أي منطق هذا وأي تسلط وأي إجرام ؟؟!؟ هل هذا القرآن وهذا الرسول يهدي للتي هي أقوم ؟؟! بالدم والعنف ؟؟!

هل مرـ عليكم آية تقطيع الأطراف ؟! بالطبع نعم، فهي آية شهيرة ( جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أن ينفوا من الأرض .. إلخ ). هل تعلمون سببها ؟؟! يا لهذا الدين المسخرة. هؤلاء قطاع طرق غلابا فقراء سرقوا جملين لمحمد فتعقبوهم وأحضروهم هم والجمال فحكم عليهم محمد بأن تقطع أيديهم وأرجلهم !!! ألم يقل في سورة المائدة أن عقاب السارق هو قطع اليد، فما باله عندما تعلق الأمر بجماله قد حكم بتقطيع أيديهم وأرجلهم ؟؟! هل ترى عزيزي المسلم كم كان محمد متسامحاً رؤوفاً بالناس ؟؟! هل رأيتم أتفه من هكذا نبي ؟؟!
------------------------------------

خلاصة القول، أنني لم أترك الإسلام لسبب واحد، بل لجملة أسباب معقدة، أهمها الصدام مع المنطق، وهشاشة القرآن وسخافة محمد، وضلوعه في جرائم النهب والقتل والاغتيال لأتفه الأسباب، وكذلك قيامه باستباحة نساء الكفار بعد المعارك ( والمحصنات من النساء – النساء: 24 )، ناهيكم عن نهب أموال القوافل وتوزيعها كغنائم وهبة من الله
 ( ؟؟؟ لاحظوا الافتراء. هبة من الله !! ). 

ملاحظة: لم آت على موقف الإسلام المشين من المرأة لاعتقادي بأن هذا الموضوع قد قتل بحثاً وكتابة وتعليقاً. هل تصدقوا أن شاهدت حديثاً في صحيح البخاري يقول أن بول الطفل الرضيع لا ينقض الوضوء بينما بول الطفلة ينقضه ؟؟؟! هل تتخيلون ذلك ؟؟؟! 

لقد توصلت إلى نتيجة مؤلمة بعد سنوات طويلة من معاناتي مع الإسلام، وهي أن هذه العقيدة هي محض إرهاب وجريمة وكراهية وعنف، وأنها تخلو من المنطق، وتعادي العلم وحقائق الكون وبأن علينا إيقاظ الناس من هذا الجهل الوخيم، لكي يقبلون على الحياة، ويحترمون حق الناس في التفكير وفي اختيار العقيدة التي تناسب قناعاتهم. علينا أن نعيد قراءة القرآن مرة تلو المرة لكي نخرج ببراهين تؤكد أنه كتاب ضعيف غير معجز، وبأن به أخطاء لغوية ومنطقية وعلمية يستحي أن يقع أطفال اليوم في مثلها. 

شكراً للمتابعة